«إلى أختي نازك»
لماذا تَودّينَ قبلَ التململِ أنْ نفترقْ
وألاّ أعيرَ لعُودكِ أُذْناً وإنْ يصطفق
وهذا الغرامُ الذي كان يُرضعنا كأسَهُ
ويبعثُ كالنار في ميّت القلب إحساسَهُ
يرفُّ علينا
فنغمض عينا
ونُنكره رغمَ هذي الحُرَقْ
ونُخفت في القلب أجراسَهُ
أَمَا ظهرتْ في خضمّ الوجود بنا موجتانْ
قضى البحرُ ألا تحسّا التلاطمَ إلا ثوانْ
وللريح ما حولنا - حيث طارت بنا - دمدمَهْ
وقيل لنا إنْ تَألّقَ برقٌ فما أكرمَه
يضيُ الوجودْ
لأقصى الحدودْ
فبانَ لذاتي وذاتكِ شأن
فهلا لقطنا معاً أنجمَهْ
سلي كيفَ من بعدنا الشوقُ يبقى على حالهِ
وقد لا تطول بموجدنا حيرةُ الواله
فقد ننتهي قبل أن ترفعَ الريحُ أنفاسَنا
وقد لا نلمّ إلى سجدةٍ غيرها باسَنا
فما ضرَّهُ
وقد سرَّهُ
غداةَ خطرنا على بالهِ
لَوَ انّا جمعنا لها راسَنا
تحدثّتِ عن نغمٍ في الشفاه كوقع الوترْ
تَلمّستِ في ظلمةِ الليل معناه حتى السَّحَر
فما للّيالي تبوحُ وأنجمُها شاهدهْ
بأن حياتكِ مثلُ حياتي بلا فائده
وطَرْفُ السوادْ
الذي لا يكادْ
يحلم إلا بعمر القمرْ
يعود بأَعْصُره البائدهْ
أبالبرد تشعرُ من داعبتْ شُهُباً بالبَنانْ ؟
أيغمرها الخوفُ من جاء يسعى إليها الزمان ؟
هَبينا غريبين.. باعدَ ما بيننا كلُّ شيْ
أليس - فديتكِ - أزهارُ فنّكِ ملءَ يَدَيْ
خُذي من صلاتي
فإن حياتي
ربيعٌ يجدّده طائرانْ
ستحيين للدفء ما أنا حَيْ