قلتَ لي - إذ تمنيتُ أن يطولَ بكَ العمرُ-
لا يا ابنتي
سوى أنه أجلٌ بقضاء من اللهِ
لا رغبة أن أؤجّلَ يوميَ عن موعدٍ مسبقٍ
و انتظرُ الارتحالَ الأخير إلى رحمةٍ و فضاءْ
قلتَ لي يومَها
أمَّتي وجعي يا ابنتي
قارب العمرُ قرناً و ما
شارفت أمّتي وعدَها
دربُها انحدارٌ عن العنفوانِ
و لا أملٌ واعدٌ بارتقاءْ
و ينعقد الدربُ حتى ثمالةِ علمي بهِ
و حلميَ يرتدُّ في الحلق لا يتحقّق نصرٌ ولا أمّتي
تتوضَّحُ رؤيتها تستعيد الرجاءْ»
قلتَ لي
« يا ابنتي سأموتُ وقلبيَ منفطرٌ
يحاصرني الاحتشادُ بأحزانها
وما زلتُ في حسرتي
أمّتي تتناوبُها صفعاتُ الرياحِ
حاصرتْ أفقَها الرازحاتُ ولم نستوِ بعدُ
كلُّ الصفوفِ فلولٌ
و غضبتُنا خارجَ الاحتواءْ»
قلتَ لي
« هو دربٌ يسير إلى حتمهِ
لا يعود إلى بدئه الغضِّ
لا يترفّقُ بالواقفين
لا يتسامح و الغائبين عن الوعيِ
لا خيارَ لمن يكتفي باختيار الوراءْ»
قلتَ لي:« قد تعبتُ
من الوقفة المستديمة عند الكلام الأخيرِ
ولا شيءَ بين السطور واعدٌ بانجلاءْ
يتساوى هنا وجعُ الليلِ أو وجعٌ في النهار
لا جسدٌ يتحامل كي يتجمّل
و لا الروحُ راضيةٌ بالبقاءْ
فادعِ لي يا ابنتي ألا أطيلَ البقاءَ هنا
- دار حزنٍ طويل-
أن أعودَ إلى رحمة اللهِ حين يشاءْ
يتساوى هنا وجعُ الليل أو وجعٌ في النهار
لا جسدٌ يتحامل كي يتجمّل
و لا الروحُ راضيةٌ بالبقاءْ
فادعِ لي يا ابنتي ألا أطيلَ المكوثَ هنا
- دار حزن طويل -
أن أعود إلى رحمة اللهِ حين يشاءْ
قلتَ لي يا أبي
و ها أنا أفتقد الصوتَ إذ أستعيد الدعاءْ
إلى رحمة اللهِ يا أبتي.. و دار البقاءْ
الحمد لله على كل شيء