كبُرَ الصغار, تفرقوا
ومضوا على سنن الكبارْ
والدار بعدهمو غدت
كالليل ليس له نهار
وبدت كما لو أنها
كهفٌ يجلّله الوقار
لا دمية مطروحة
في الساح أو قرب الجدار
أو طوقَ شَعر مهمل
أو بعض قرطٍ أو سوار
كبر الصغار وغادروا الدَار
التي كانت قرار
تؤويهمو طول النهارِ
وفي المساء لهم دثار
لهفي عليهم, كيف هم
شوق يؤرّقني ونار
تشوى ضلوعي كلما
ذُكروا, وليس ليَ اصطبار
هم زينة الدنيا ورَوْ
نقها البهيّ والافتخار
بسماتهم زهر الريا
ضِ وهمسهم أحلى حوار
وصراخهم قيثارة
وشِجارهم نِعْمَ الشجار
كبر الصِّغار ولم تعد
جيبي لأيديهم مزار
ولَكَم على كتفي بكَوا
وغفَوا على صدري مِرار
بَعُدوا وصار بريدهم
لقيا وأخباراً تُثار
كبر الصغار تغرَّبوا
فهلِ الحياة لهم يسار
أم أن دربهمُ عصيْيٌ
شائك جمّ العثار
كلٌّ يسير بدربه
أتراه كان له خيار
والشوق يلفح خافقي
همّاً وغمّاً.. وادِّكار
وحنينُ لقياهم يزيــدُ
عواطفي لهباً.. أوار
أوّاه ما أقسى الحياةَ
إذا خلا منها الصغار
عـــــلام تـظــــل
علام تظل يا مسكيــن
في جنبيَّ تضطربُ
أتهوى غادة عبَرتْ
أمِ الميعاد يقترب
عرفتك منذ أعوامٍ
وتعلم أنني تَعِب
وما تنفكّ تدفعني
لحبٍّ كله لهب
كَفَاك تهبُّ في صدري
تكاد تمزّق البَدَنا
فهل تنوي مفارقتي
وعيشي فيك قد رُهنا
أيا مسكينُ يا كبدي
إلام الليل تُسهرنا
كأنك يافع نَزِقٌ
وحبُّك بعدُ ما طُحِنا
وخلِّ الدرب من دوني
فحيناً أنت تصدُقُني
وأحياناً تعاديني
لكم أخلصتَ في ودي
وفي ظني تجاريني
فخاب الظن وا أسفي
على خِلٍّ يجافيني
أما تنفك يا مسكيــنُ
تهفو للجميلاتِ
وقد حطَّتْ بك الخمسون
في بحر المتاهات
كفى للحب إنشاداً
وضَعْ في الشطِّ مرساتي
وقل يا ربِّ هَبْ للصبّ
بعضاً من نُسَيمات
تهدهدُ روحيَ الحرَّى
وتبرد نار أنّاتي