علام تظل يا مسكيـن
في جنبيَّ تضطربُ
أتهوى غادة عبَرتْ
أمِ الميعاد يقترب
عرفتك منذ أعوامٍ
وتعلم أنني تَعِب
وما تنفكّ تدفعني
لحبٍّ كله لهب
كَفَاك تهبُّ في صدري
تكاد تمزّق البَدَنا
فهل تنوي مفارقتي
وعيشي فيك قد رُهنا
أيا مسكينُ يا كبدي
إلام الليل تُسهرنا
كأنك يافع نَزِقٌ
وحبُّك بعدُ ما طُحِنا
ألا يا خافقي هوِّنْ
وخلِّ الدرب من دوني
فحيناً أنت تصدُقُني
وأحياناً تعاديني
لكم أخلصتَ في ودي
وفي ظني تجاريني
فخاب الظن وا أسفي
على خِلٍّ يجافيني
أما تنفك يا مسكيـنُ
تهفو للجميلاتِ
وقد حطَّتْ بك الخمسون
في بحر المتاهات
كفى للحب إنشاداً
وضَعْ في الشطِّ مرساتي
وقل يا ربِّ هَبْ للصبِ
بعضاً من نُسَيمات
تهدهدُ روحيَ الحرَّى
وتبرد نار أنّاتي