بشير قبطي

1929 - 2016 / فلسطين / لبنان

حلم -

أَنِستُ يـا لـيلُ لا تـرحـلْ عــــــــلى عجلِ
وخَلِّنـي فـي سعـير الـوصل فــــــــي شُعَلَي
لُقـيـا الأحـبّة لـم يألف حـلاوتهـــــــا
إلا الـذي أسكرته خمـرةُ القُبـــــــــــلِ
فـالشـاعـرُ الطَّرِب الـمكلـومُ جـانــــــبُهُ
يـزور شـاعـرةً فـي عُشِّهـــــــــــا الخَضِل
وكـان مَرَّ عـلى يـوم افتـراقهـمـــــــــا
عـامٌ تَطـاولَ مـن سـاعــــــــــاته الأُول
قـد طـال حتى كأنّ الـحشـــــــــــرَ آخرُه
وأَنَّ أوّله مــــــــــــــــــن أوّلِ الأزل
وقـد نعـمتُ بـلقـيـاهـا فدمْ أبــــــــدًا
واثـمـلْ فخـيرُ اللِّقـا فـي الـحـالك الثّمـل
وأنـت يـا شعـرُ خلّدْ مِنَّةً عـظـــــــــــمتْ
وأثّلنَّ لقـاء الشـاعــــــــــــــر الغَزِل
يـنضِّد الـدرَّ مـن ألـحـان مَبْسمهـــــــــا
ويستـمدُّ الرؤى مـن هـمسةِ الـمقـــــــــل
مـن العبـير إذا الرُّمـــــــــــانُ أرسلَه
يرودُ مـــــــــــــــن خُصَلٍ جَذْلَى إلى خُص
كـالنّور يحسـو النّدى مـن برعـــــــمٍ وَلِهٍ
ولـيس يرشُفه إلا عــــــــــــــــلى مَهَل
يـنثُّ كـالنحـلة الـوَلْهَى خلـيَّتَهـــــــــا
شذا الريــــــــــــاض فتغدو مَنْبتَ العسل
وأيُّ روضٍ حـبـاه الله رقَّتَهــــــــــــــا
بـالله يـا لـيلُ هلاّ قـلـتَ ذلك لـــــــي
فـي الروض وردٌ إذا مـــــــــا رمتَ مَلْمَسَه
حـيّاك وهـو يبثُّ العطرَ بــــــــــــالأسل
أمّا القـــــــــــــــرنفلُ إمّا رمتَ ريّقَه
حـيَّتك عـنه بنفحـاتٍ مـن الـــــــــــذُبُل
تـردّ أَنْمـلَكَ الـحَيْرى فتُرجعَهــــــــــــا
والقـلـبُ عـنك بنـار الـحـبّ فــــــي شُغُل
فإنْ صحـوتَ تقـلْ يـا نعـــــــــــمَهُ نظرًا
أقـال عثرتـيَ الجُلَّى مــــــــــــن الزلل
أمـا كفـاك ضـيــــــــــاءُ الخدر مؤتلقًا
أمـا كفتْك أحـاديثُ الهــــــــــوى الجذِل
أم هـزَّك العَتْبُ حتى رحتَ فـي قــــــــــلقٍ
تقـول للـيل: لا تـرحـلْ عـــــــــلى عجل
لقـيـا الأحـبة، حتى فـي العتــــاب، طِلاً
فخلّنـي الآنَ أصلاهُ عــــــــــــــلى مهل
وبتَّ مـنذهلاً تصغـي لنغمتهــــــــــــــا
فقـلـتَ: لـيلاي رُغمًا كـان مـرتحـلــــــي
وأنـتِ أعـلـمُ يـا لـيلى، «بـلى فأنـــــا
مـا رمتُ أخذك بـالـتعـنــــــــيف والعذل
قـد سـرتَ تطلـب مـجـدًا فـي الـذرا وأنــا
فـي شعـلةِ الـوجـد حـيرى فـي لظى مـللـي»
«لـيلى رجعتُ فهل فـي العَود مـن حــــــرجٍ
يـا مُنـيةَ النفس يـا دنـيـايَ يـا أمَلــي»
«مـاذا تقـول؟» أجـابت وهـي راعـــــــشةٌ
وغضَّتِ الطرفَ فـي شـيءٍ مـــــــــــن الخجل
هـذا مـنـايَ فهـبْنـي مـا يـطمئننــــــي
يـا فـارسَ الـحُلُم الـمـرجـوِّ يـا بطلـــي
221 Total read