بلند الحيدري

1926-1996 / بغداد

أنت مدان …يا هذا - Poem by بلن

…وخرجت الليلة
كانت في جيبي عشر هويات تسمح لي
أن أخرج هذي الليلة
اسمي ..بلند ابن اكرم
وأنا من عائلة معروفة
لم أقتل أحدا
لم أسرق أحدا
بجيبي عشر هويات تشهد لي
فلماذا لا أخرج هذي الليلة
كان البحر بلا شطئان
والظلمة كانت أكبر من عيني إنسان
أعمق من عيني إنسان
ورصيف الشارع كان
خلوا إلا من صوت حذائي
طق….طق …..طق
أجمع ظلي في مصباح حينا …و أوزعه حينا
وضحكت لأني
أدركت بأني
أملك ظلي
وبأني أقدر أن أرميه ورائي
أن أغرقه في بركة ماء وحل
إن أسحقه تحت حذائي
أن أخنقه بين ردائي
طق…طق…طق
والظل ورائي
طق ..طق
الظل ورائي …ورائي …ورائي
ما أكبر ظلك إنسانا يملك عشر هويات
في زمن لا يملك أي هويه
غنيت
صفرت
صرخت
ضحكت …ضحكت ..ضحكت
وأحسست أني أملك كل البحر وكل الليل
وكل الأرصفة السوداء
إني أجبرها الآن على ان تصغي لي
أن تصبح رجعا لندائي
أن تصبح جزءا من صوت حذائي
طق ……طق ……طق
ومددت يدي ..ما زلت عشر هوياتي في جيبي
هذا اسمي
هذا رسمي
هذا ختم مدير الشرطة في بلدي
هذا توقيع وزير العدل وقد مد به زهو حز فمي
وأطاح بسن من أسناني
خدش بعضا من عنواني
وخشيت بأن ..فبلعت لساني
ومعي سبع هويات أخرى
أقسم لو مر بها جبل أحنى قامته ولقال
هي الكبرى
عن شعري
عن أدبي
عن علمي
عن فني
ولاني
احمل عشر هويات في جيبي
غنيت
صفرت
صرخت
ضحكت …ضحكت ..ضحكت
ما أكبر ظلم إنسانا يحمل عشر هويات في عتمة ليل
عشر هويات في زمن لا يملك أي هويه
في اليوم الثاني
كان ببابي شرطيان
سألاني من أنت ..؟
أنا.. ؟!
بلند بن اكرم
وأنا من عائلة معروفة
وأنا لم أقتل أحدا
وأنا لم أسرق أحدا
وباني …فلماذا ..؟
….ضحكا مني ..من كل هوياتي العشر
ورأيت يد تومض في عيني
تسقط ما بين الخيبة والجبن
- أنت مدان يا هذا
- يا هذا
ماذا فعلا باسمي …وبرسمي وبتوقيع وزير العدل
لم أدر ..لم أدر
لكني
أدركت بأن هوياتي ما كانت إلا شهادة زور
وبأني سأنام الليلة في السجن وباسم و هوياتي العشر
وضحكت …وضحكت …وضحكت
في زمن لا يملك أي هوية
سيكون مدانا من يملك أي هويه
مزقها ..مزقها يا سجاني
اسحقها …اسحقها يا سجاني
…وسمعت خطاه ورائي
طق…طق…طق..
كان البحر له ..والليل له …وجميع الأرصفة السوداء
طق…طق…طق
102 Total read