بديعة كشغري

السعودية / الطائف

خارج أنا - Poem

من ساعتي الصَّمّاءْ
من تقاويمَ عهديَ الجديدْ
هاربٌ من وحشتي
في راحَتَيْكِ
أخبِّئُ رأسيَ
أبحثُ عن جوهري
عن كلِّ إيقاعٍ يمورُ به قلبي
عن كلِّ عيد
على ضفَّتَيْكِ
أحاولُ أنْ أستقرَّ
كي أحتمي بكِ من غْرْبَتي
من شَعَثي المديدْ
فأنا أحملُ جرْحي
من ألفِ عامْ
أفتِّشُ عنكِ
في جنَّة اللّه والأرْضْ
في كلِّ مكانِ في كلِّ آنْ
بلقيسُ باسم الحضاراتِ ألقاكِ
امرأةًً
دانَتْ لها الدّنيا
جَلَسَتْ على عرشِ النّساءْ
وقد صاغها اللّهُ
من فِتنةٍ.. من روعةٍ وبهاءْ
ومن حكمةٍ واقتدار
راحَت تُطَوِّع شَعْبَها
فكان الوفاءُ وكان الولاءُ
أوّاهُ يا سبأَ العظيمةْ
يا «مملكةً» هي اليومُ والأمسٌ «يمني السعيد»
كأنّي في مشهدِ البِدْءِ
أُصيخ السَّمعَ الى قصَّةٍ من حَكايا
أمْسِنا ذاكَ القريبِ/ البعيدْ
هو «الهُدْ هُدُ» يأتيكِ
من سليمانَ
فتَسْمو بكِ التراتيلُ بالهدى
تَتَسامَقينَ بنا
تخصبين الزمان بحِكمة رأيٍ سديدْ
بلقيسُ ألقاكِ اليومَ
في كلِّ حوّاءَ
يُواعِدُني موجُها الدَّافئُ
يبحرُ بي نحو شطآنِ هذي الحياةْ
في مجاهلَ نجوايَ
مفاتحَ غَيْبي
تَتَأجَّجينَ بِبَوْحي
تكونين أنتِ
أُرْجوحَتي للنجاةْ
في مروجِ الشِّعرِ - بلقيسَ- ألقاكِ
يعلِّمُني الشعرُ أنكِ
وحيُ النّبوءاتِ
حنجرةُ التّسابيحِ
إلهامُ عبدِ اللَّه
فيا شمسَ عُمري
هلاّ أخبرْتِني بأنّ الربيعَ
يقتاتُ من ثغرِها ضِياءَ اللُّحون
وأنَّ الكونَ في مُقلَتيْها
يَسمو بنا فوق علياِ النُّجومْ
وأنّا حينَ نَظْمأُ
في غُبارِ المتاهاتِ
في ضبابِ السُّكونْ
في آخرِ الدَّرْبِ نلقى نَبْعَها
يَهمي علينا
بأفراحٍ بها القلبُ يَرْتَوي
فيغسلُ أحزانَهُ
من رمادِ الشُّجونْ
فما برحتْ سفينُ بلقيسَ
تحملُ مجدافَنا
كي تجودَ علينا السماءُ
بما كانَ
وما سيكونْ
152 Total read