على شاطئ يقتاتُ من نهر من دمانا
مات صوتُ «الحقِّ» فينا
منذُ أزمان سحيقهْ
منذ أن كنا وكان
أتراهُ صوتَنا
ذاك الذي ذات مساءات عتيقهْ
كُنا نبادلهُ الحياهْ
أم أنهُ بلسمُ الروحِ نذرناهُ
كاللاّزوردْ على فخِّ الجسد
وضعناهُ
كي نُضمِّد الجرحَ الذي
بدأت قصّة الحَلْق بهِ
تُرى ما الذي أخمدَ وهْجَ الفعلِ
في مجْمرة هَوانا
ما الذي أطفأ حكمة الشمسِ
لم تكُ تعرفُ غير مدارات رؤانا..
ها نحن في الأفق المكبلِ
نترنح في عذابات خطانا
كخرافةِ التِّنين
نتوسل لغة «القسط»
أما هطلت من نسل ينابيع سمانا
أما رشحت غير الوهم
بيادرها
غير اليأس
غلالات
تتماهى في لُحاءات ندانا..؟
آه يا لغة الأساطير
أجيبي
ارفعي نظرة «ميدوزا
عن وجهنا المشؤوم
أزيحي عن مجرتنا أفاعيها
تلك التي أبدلت
هيئة الإنسان فينا
دعينا نعبر في جسد آخر
علَّنا نخرج من عار آبد
في درك السفح رمانا
علَّنا في دفتر الاقدار
يوماً
نستحضر تيه تلك الذاكرهْ
نخبر مقبرة الروح
بأنا في سوق النخَّاسين
تقايضنا
فبعنا صوت الحق
بذليل نشوتنا الخائرةِ
ويحك يا هذا الزمان
كيف ترضى بدخيل
بفجوره يسود اجتراما
أيةُ حبة هذي التي
تشهد موتَ الزهور
سقوط النسور
خسوف الضوء حتى
في أريج الخزامى
هي الأرض إلى نعشها
كل يوم تُصار
تروِّعها جثامين أيتامها
والأمهات يكتِّمن دمعاً
وجرحاً كليماً
سيّان
إن التأم الجرح
أم ازداد اضطراما
سيّان
كل الأمور لدينا
فهل نحن سوى متفرجين
على مسار العمر
نبارك صولجان «هاديس»
وهو يجلس فوق عرشه «السُّفْلي»
يحصد أرواح موتاه
كلَّ يوم
كلَّ شهر
كلَّ دهر
ونصيرُ عزّهِ يتنامى
على شاطئ يقتاتُ من نهر دمانا