درم
بنفسي مما عزاني برم
فمدي ذراعيك و لتحضنيني
إلى هوة من ظلام العدم
فما قيمة العمر أقضيه أمشي
بعكازة في دروب الهرم
أهذا شبابي ؟ و أين الشباب
ألا حب لا زهو لا عنفوان
أهذا مشيبي حصدت السراب
إذا كان معنى المشيب الهوان
أعقبى المشيب الأسى و الندم
أما من شبابي الذي مرّ ذكرى
أما منه مال و بقيا شمم
أكان الذي منه خلفت شعرا
و بيتا وراء الرياح انهدم
درم
تمنيّت لو متّ بين الثلوج
على جدول جمّدته النّسم
فروحي تجوب المروج
و تأوي إلى رمّة في الظّلم
و من أين للروح هذا البقاء
فناء فناء
سوى قصّة قد تثير السّأم
يردّدها سامر في الشتاء
لقد خطّ شعرا له من هباء
و كانت له زوجة و ابن عم
و طفلان لا لا نسيت ابنتان
وطفل و يخبو لديه الضّرم
فيغفو على المسند السامر
و تفتح بوّابة من دخان
عليها الدجى حائر
يبعثر أنجمه من خلال الضباب
أهذا هو الشاعر
حديث ينيم الصحاب
إذا مات أو عاش فهو الألم
درم
بنفسي مما عراني برم