منطرحا أمام بابك الكبير
أصرخ في الظلام أستجير
يا راعي النمال في الرمال
و سامع الحصاة في قرارة الغدير
أصيح كالرعود في مغاور الجبال
كآهة الهجير
أتسمع النداء ؟ يا بوركت تسمع
و هل تجيب إن سمعت ؟
صائد الرجال
و ساحق النساء أنت يا مفجّع
يا مهلك العباد بالرجوم و الزلازل
يا موحش المنازل
منطرحا أمام بابك الكبير
أحس بانكسارة الظنون في الضمير
أثور ؟ أغضب
وهل يثور في حماك مذنب
لا أبتغي من الحياة غير ما لديّ
الهري بالغلال بزحم الظلام في مداه
وحقلي الحصيد نام في ضحاه
نفضت من ترابه يدي
ليأت في الغداة
سواي زارعون أو سواي حاصدون
لتنثر القبور و السنابل السنون
أريد أن أعيش في سلام
كشمعة تذوب في الظلام
بدمعة أموت و ابتسام
تعبت من توقد الهجير
أصارع العباب فيه و الضمير
و من ليالي مع النخيل و السراج و الظنون
أتابع القوافي
في ظلمة البحار و الفيافي
و في متاهة الشكوك و الجنون
تعبت من صراعي الكبير
أشقّ قلبي أطعم الفقير
أضيء كوخه بشمعة العيون
أكسوه بالبيارق القديم
تنث من رائحة الهزيمة
تعبت ربيعي الأخير
أراه في اللقاح و الأقاح و الورود
أراه في كل ربيع يعبر الحدود
تعبت من تصنع الحياة
أعيش بالأمس و أدعو أمسي الغدا
كأنني ممثل من عالم الردى
تصطاده الأقدار من دجاه
و توقد الشموع في مسرحه الكبير
يضحك للفجر و ملء قلبه الهجير
تعبت كالطفل إذا أتعبه بكاه
أود لو أنام في حماك
دثاري الآثام و الخطايا
و مهدي اختلاجه البغايا
تأنف أن تمسّني يداك
أود لو أراك من يراك ؟
أسعى إلى سدّتك الكبيرة
في موكب الخطاة و المعذبين
صارخة أصواتنا الكسيرة
خناجرا تمزّق الهواء بالأنين
وجوهنا اليباب
كأنها ما يرسم الأطفال في التراب
لم تعرف الجمال و الوسامة
تقضت الطفولة انطفا سنا الشباب
وذاب كالغمامة
ونحن نحمل الوجوه ذاتها
لا تلفت العيون إذ تلوح للعيون
و لا تشفّ عن نفوسنا و ليس تعكس التفاتها
إليك يا مفجّر الجمال تائهون
نحن نهيم في حدائق الوجوه آه
من عالم يرى زنابق الماء على المياه
و لا يرى المحار في القرار
و اللؤلؤ الفريد في المحار
منطرحا أصيح أنهش الحجار
أريد أن أموت يا إله