أيمن صادق

1964 / مصر / الاسكندرية

وما قتلوه - Poem

إن تصلبوه
فإني لست أرثيه
فلن يموت
و مــن نـزفي أغانيــــه
وكيف يُصلب من أهدى حناجرَه
لكي تغنـّوا
فمــزقتـم أمـــانـيــــــــه
هو النشيد تُـرى.. ؟! خفتم ملامحه
أن يفضح الزيف عما كان يخفيه
أم المرايا .. إذ اسودَّت بسؤتكـــــم
فراعكم عفنٌ راحـــت تعريـــــه
إني بريء إذا اغتلتم مواسمـــــــه
وإن كفرتـــم بنورٍ جاء يهديــــه
فلم أخنــــه
ولم أقبض له ثمناً
ولا ارتضيتُ سياطَ القهر تصليه
ولم أقدّم إلي الجــلاَّد غنوتـــــه
ليقتل الشدوَ فيها .. والمني فيـــه
وفضّة الصّلب أهدتها خطيئتُكم
فلم يكن دينه ذنباً .. يـــواريـــــه
وإنما نفحة الرحمن في مهـــج
قد اصطفتها لهذا السرّ أيديــــــه
فكم تغني علي قيثـــاره أمــــلٌ
وتحت شبّاكه صلَّى ينـــاجيــــــه
وكم ضياء تهادي خلف موكبه
فعمَّدتْ ليلَ عــذراء مآقيــــــــــه
إن تصلبـــــــوه
فإني سوف أفديـــه
ولن يمــــوت
فنزفي سوف يحييــــه
فإن قتلتم نشيداً جـــاء يحمــــله
فألف أغنية تنمـــــــو على فيـــــه
وإن نزعتم شفاهَ الناي عن فمه
فسوف يحكي الصدى عنه ويرويه
وإن تكن شاءت الأقدار غربته
وأن يحطَّ على الأشواك تدميـــــــه
فسوف يأتي زمانٌ لم يرث عفناً
تخضرُّ في خطوه أشجارُ ماضيـــه
فلن يخاف صليبــاً من حماقتكم
من عاش فوق صليبٍ من مغانيـــه
ولا لصلبانكم تجثو مواجـــدهُ
من يحضن الحلمَ مصلوباً على التيه
106 Total read