تُري
هل ضحكتَ قبيل الرحيل ؟
وهل كفَّنـــوك بغير الغناءْ ؟
وكيف امتطيتَ حصانَ المسافةِ
يركضَ بالعمــر للانتهاءْ
فيسبق خطــــوَ السنيـن اللواتي
تسكَّع فيها عقيمُ الرجـــــاءْ
وكيف
تبدي لعينيكَ وجه الحبيبة
كيف احتــــواكَ اللقـــــــاءْ
وقد كنتَ تســــأل عنها العيـــــون
وتغرس في كل قلبٍ نـــداءْ
فينبت صوتُك .. غيما جميـــــلاً
ويورق فيك السؤالُ احتواءْ
على صدرها
كنتَ تأمل موتك
فالموتِ بين يديها انتشــــاءْ
فكيف اختصرتَ النزيفَ إليها
وأيّ القرابيـــن كانت فداءْ
تقول الوثائق حين وُلـِـــدتَ
بكيت
فقالــــوا لماذا البكــــــــــاءْ
فقد كنتَ تشكوا قيودَ القماط
وما كنتَ تقوي لردِّ العـداءْ
فكانت دموعــــك
أول حرف كتبت .. لتلعن رفــض الــرداء
وحين بدأتَ الكلام
( تهجَّيتَ حاءً ..فـ ( راءً ) فـ ( ياءً ) فـ ( هاءْ
وحين كبــــــرتَ
رأيت القماطَ يُلَفُّ به من طواه الفنــــــاءْ
وحين رآك أبوك تدخِّن
ثارَ .. وشدَّ قماط َ الجــــزاءْ
وحين ارتعشت لقبلة انثى
نهـــوك
وشــــدوا قمــــــاطَ الحيــاءْ
وحين فردت شراع السفين
حواليك شدوا قماطَ انتمــــاءْ
وحين سألت عـن الله شدّوا
قماط التزهّــد .. والأتقيــــاءْ
فبين الإله وبينك حشــــــدٌ
كبيرٌ .. كبيرٌ .. من الأنبيــاءْ
وبين قماط الحياة وموتــك
يقمط رُوحَـــك طينٌ ومــــاءْ
فحيـــن
قمـــاطٌ
وحــــين
قمــــاطٌ
وألف قماطٍ لألـــــف اشتهـــاءْ
وأنت يعربد فيك انطـــلاقٌ
ويشرب عمرَك دون ارتــواءْ
لأن الحقيقة ما قد عشقـــتَ
وما قد طواك إليها العنـــــــاءْ
فكيف لعقلك أن يحتويهـــا
وهل
يحتوي البحرَ
ضيق الإناءْ
عرفتك ضالا
تجوب الشوارع عاري السنين بغير اهــتداءْ
يصافح حزنَك مقهى المدينة
والعابـــرون رصيف المســاءْ
وأنــــــتَ
يمارســــك الشعرُ نزفاً
ويلعق جرحَك حرفُ الهجـاء
وتنكفيء الأمنياتُ بقلبك
يستافـك القهــرُ والكبريــــــاءْ
تحاول أن تستعيد الطريق
يعيدك قهرُك خلــف الـــــوراءْ
تدوس انكفاءَك سعياً إليها
وتقسم بالقهر .. والإنكفـــاءْ
' فإمَّا أكون
وإمَّا أكون
وإما يكفِّن عمري العفـــــــاءْ
فقد كنت تأبي الهزيمةَ فيها
وتنثر حلمَك حول الخبـــــاءْ
وفي ' سمرياتك ' الموجعات
رأيتك تُصلب فوق الدعـــاء
وعشتُك تكفر بالمستحيـــــــل
فهل كنتَ يا صاحبي ما تشاء
فهل كنت
يا صاحبي
ما تشـــــــاءْ