كانَ المساءُ يُـعانِقُ الْـمَقهى
وأجْنِحَـةٌ تُـرَفْرِفُ في سَكيْـنَـهْ
وَعلى عَمودِ النورِ يَـرْمُـقُـنا
غُرابٌ أسْوَدٌ لا أسْـتَـبينَــهْ
شَرَدَتْ بيَ الأحْلامُ نـَحْوَ لِـقـائِـنا السِحريِّ
يَـزْهو وسْطَ أضْواءِ المدينَـهْ
بِالْـقُربِ ساحِرَتي الْـمَلاكُ وَوَجْـهُـها لي قدْ
تَراءَى عَـبْـرَ أحْداقِ الزُجـاجِ
الْـمُسْـتَـكينَـه
وَأظَـلُّ أُوغِـلُ في حَوافي الانْـعِكاسِ وَلَيسَ تَدْري
أنـَّـني لم أنْشَغِلْ عَـنْها وَلوعـا ساهِـمـاً
الاّ بِـها .. ياوَجْـهَها .. أرْنو لـهـا
سِـرَّا بآهاتٍ حَنونَـهْ
نَـزَعَتْ فَتيلَ القَـلْبِ نَـظْـرَتُـها الـخَؤونَـهْ
حينَ انْـتَشَتْ في الرُّكْنِ تَسْتَجْدي عُيونَـهْ