ها أنتَ وسْطَ الليلِ وحدك
تنهدُّ أضواءُ المصابيحِ في عينيكَ
ينتحرُ الشُعاعْ
تغتالُ آهاتُ الفراغِ شفاهَ بسمَتِكَ اليتيمَةْ
وبريقَ عينيكَ الشُحوب
النبضُ مَبحوحُ الهُتافْ
ورفيفُ عينيكَ اعتِرافْ
حتَّامَ تشمخُ بالنَّزيفْ
أضلاعُكَ استُلَّتْ سَكاكينا
وفي أحداقِكَ انهارَتْ قِلاع
حدِّقْ أخَلْفَ الغيمِ نافذةٌ إلى أفقٍ فَسيحْ
هذا صليبُ الكِبرياءْ
فامدُدْ ذراعيكَ .. استرِحْ للنزفِ
يا قلبي المَسيح
ما نفعُ عطرٍ لا يَفوحْ
قد شدَّكَ الوجدُ المُكابِرِ
لن تَبوحْ
ها أنتَ وسطَ الليلِ وحدك
موجٌ مِنَ الذِكرى
وتيارٌ
وريحٌ
واندِفاعْ