أنـور سلمـان

1938 / الرملية

عندما لا يَبقى غيرُ الكلمات - Poem by أنـور سلمـان

لاَ تُثِيري بِي شُجُونَاً غَافِيَه
إِنَّ قَلْبِي مُتْعَبٌ ... يَا غَالِيَهْ
هَذهِ أَوْرَاقُ حُبِّي كُلُّهَا
فَاقْرَإي ما شِئْتِ في أَوْرَاقِيَهْ
لِي هُمُومِي
فَاتْرُكِينِي غَارِقَاً
فِي دُخانِي
وَرُؤَى أَحْلاَمِيَهْ
إِنَّ جُرْحِي أَغْمَضَ الجَفْنَ... فَلا
تُوقِظِي فِيَّ الجِرَاحَ النَّاسِيَهْ
وَكُؤُوسِي، في الهَوَى، حَطَّمْتُها
إِسْأَلي عَنْهَا دُمُوعَ الخَابِيَهْ
كانَ لِيْ قَلْبٌ ... فَلا تَسْتَفْسِرِي
كَيْفَ ضَيَّعْتُ حَيَاتِي المَاضِيَهْ
جِئْتِنِي بَعْدَ شِتَاءٍ عَاصِفٍ
تَرَكَ الأَعْصَابَ مِنِّي وَاهِيَهْ
لا تُثيرِي لي شُجُونِي... إِنَّنِي
قَدْ شَرِبْتُ البَحْرَ قَبْلَ السَّاقِيَهْ
قِصَصِي في الحُبَّ ... مَا أُسْطورَةٌ
لَمْ يُصَوِّرْهَا خَيَال الرَّاوِيَهْ
كُلُّهَا مَرَّتْ، وَمِنْهَا لَمْ يَزَل
في يَدِي غَيْرُ الحُروفِ الزَّهِيَهْ
وَالْحَبِيبَاتُ اللَّوَاتِي كُنَّ لِي
صِرْنَ عِنْدِي نَغَمَاً في قَافِيَهْ
قَدَرِي أَنْ أُعْطِيَ الشِّعْرَ دَمِي
أَنْ أَعِي هَمْسَ القُلوُبِ الشَّاكِيَهْ
أَن أَرَى الدُّنْيَا رُؤَىً مَسْحُورَةً
وَيَرَاها النَّاسُ ... دُنْيَا فَانِيَهْ
ريُشَتِي جُرْحُ حَنِينٍ نَازِفٌ
كغَمَامَاتِ الرَّبِيعِ الشَّاتِيَهْ
وَحُرُوفِي، وَالشَّذَا يَسْكُنُهَا
دِفْئُهَا يُغْرِي زُهُورَ الآنِيَهْ
فَإذا أَهْدَيْتُ شِعْرِي امْرَأَةً
أَصْبَحَتْ سَيِّدَةً ... لاَ جَارِيَهْ
إنَّنِي أُمْطِرُ حُبَّاً... مِثْلمَا
تُمْطِرُ الضَّوْءَ سَمَاءٌ صافِيَهْ
وَالمَواعِيدُ ارْتَوَتْ مِنْ مُهْجَتِي
وَمَشَتْ فَوْقَ جُفٌونِي حَافِيَهْ
وَأَمَانِيَّ شِرَاعٌ هَاربٌ
وَانتِظَارِي سَفَرٌ في بَادِيَهْ
هَلْ فَهِمْتِ الآن؟ هَذي قِصَّتِي
عِشْتُهَا ... لَكِنَّها مَأسَاتِيَهْ
104 Total read