سيدة كاملة في الحلم أراها
تعتمر نسيجاً معضدا
بريش الطواويس
يتموج بأقواس قزح سود
في فراغ
بين طيور أراها
في مشهد قحل
بين جوامد وشخوص
تتحجر إذ تمتص ضوءها
رقائق في الفضاء
تقترب ثم تنأى
هي سيدة في الحلم كاملة
متسربلة بثوب عقيقي أراها
تفرقع بأصابعها فتظهر حولها
خيالات أمهات مجنحات
أراها تختفي ثم تعود
في ثياب مشرشرة وعقود لؤلؤ
طافية على أذرع غير مرئية
ثم أرى زهورا ورقية
صاعدة إليها كي تتسلى
لمرآها وشذاها وهشاشة بناها
هي سيدة بين الريش والحرير نشأت
تطيل استراحاتها حتى الضحى
سيدة أراها في الحلم كاملة
تهجر زهرها الجاف وفراء الثعالب
ترتدي ثوبا عاجي اللون وتسرح شعرها
ثم أراها في مقهى
جبهتها في الغيم غائرة
تشرب الشاي وتفكر
كاملة أراها في الحلم سيدة
تنظر بتأنيب هنيهة
ثم تفتر شفتاها عن أفق
تتهادى عنده سحب
تتسع فيفيض على وجهها نور
فيه تضمحل رويدا رويدا
فلا أعود أرى
غير متحجرات وأرض تحترق
لا مودة هنا والليل أخشى أن ينقضي
لا أراني باحثاً عن مأوى
بل ساكناً وكأنني
قد تحررت من شكوكي
خاوي اليدين مندهشاً
مدركاً أنها إنما
سيدة كاملة في الحلم أراها