للوهلة الأولى
قرأت في عينيه يومه الذي يموت فيه
رأيته في صحراء ' النقب ' مقتولا
منكفئا.. يغرز فيها شفتيه
و هي لا تردّ قبلة..لفيه
كنا نتوه في القاهرة العجوز ، ننسى الزمنا
نفلت من ضجيج سياراتها ، و أغنيات المتسوّلين
تظلّنا محطّة المترو مع المساء.. متعبين
و كان يبكي وطنا.. و كنت أبكي وطنا
نبكي إلى أن تنضبّ الأشعار
نسألها: أين خطوط النار ؟
و هل ترى الرصاصة الأولى هناك.. أم هنا ؟
و الآن.. ها أنا
أظلّ طول اللّيل لا يذوق جفني وسنا
أنظر في ساعتي الملقاة في جواري
حتّى تجيء. عابرا من نقط التفتيش و الحصار
تتّسع الدائرة الحمراء في قميصك الأبيض ، تبكي شجنا
من بعد أن تكسّرت في ' النقب ' رايتك
تسألني: ' أين رصاصتك ؟ '
' أين رصاصتك '
ثمّ تغيب: طائرا.. جريحا
تضرب أفقك الفسيحا
تسقط في ظلال الضّفّة الأخرى ، و ترجو كفنا
و حين يأتي الصبح – في المذياع – بالبشائر
أزيح عن نافذتي السّتائر
فلا أراك
أسقط في عاري. بلا حراك
أسأل إن كانت هنا الرصاصة الأولى ؟
أم أنّها هناك ؟