أمل دنقل

1940-1983 / صعيد مصر

الآخرون دائماً - Poem by أم

لا تنظروا لي هكذا
إني أخاف
لست أنا الذي سحقت الخصب في أطفالكم
جعلتهم خصيان
لست أن الذي نبشت القبر
كي أضاجع الجثمان
لست أنا الذي اختلست ليلة
لدى عشيقة الملك
فلتبحثوا عمن سيدلي باعتراف
الآخــــــــريــــــــن

هذا الصبي في فراشه اضطجع
وفي كتاب أحمر الغلاف
تجمدت عيناه في سطور
((...وفجأة....ساد الظلام...))
((غالب لوبين نفسه......))
((أشهر روجر مسدسة
هل أطلق الرصاص بوبين...))
((..ومزق الرصاص هدأة السكون..))
((صوت ارتطام جسم في الظلام..))
((صوت محرك يدور في نهاية الطريق..))
.....وهب من فراشه يطارد الشبح
فشبح رأسه في قائم السرير
تحسس الدماء في جبهته
ثم انبطح
ليطلق الرصاص خلف المجرمين

صديقتي.. شدت على يدي
وقالت: لن أجيء غرفتك
لا بد أن نبقى معا إلى الأبد
ولم أرد
لأن ثوب العرس في معارض الأزياء
نجمة تدور في سراب
لم أزل أدق بابا بعد باب
وخطوتي تنهيدة
وأعيني ضباب
حتى وصلت غرفتي في آخر المطاف
وهرتي تلد
مواؤها عذاب أثنى ليلة المخاض
أنثى وحيدة تلد
وأخلد الجيران للسكون
وقطهم جاف على نافذة بين
يلعق في فروته الناصعة البياض
يلعق عن فروته عذاب هرتى المتحد
.. سعت إليه ذات ليلة
ولم تسله ثوباً للزفاف
لأن ثوب العرس في معارض الأزياء
نجمة تدور في سراب
بلقيس ألهبت سليمان الحكيم
أنثى رمت بساطها المضياف للنجوم
لكن سليمان الحكيم
يقتل غيلة أمير الجند
لأنه يريد أن يبنى بزوجة الأمير
وزوجة الأمير تغتال ابن بلقيس الصغير
لأنها تريد أن يكون طفلها ولي العهد
لكن ولي العهد قال لي
بأنه حين يفع
بلقيس راودته ذات ليلة عن نفسها
لم يستطع
أن يمتنع
..كانت غلالة من الحرير
تهتز فوق مشجب المساء
سألته
هل تستطيع يا صديقي الإفشاء
عن ابن بلقيس..أبوه من يكون؟
قال: أنا ما قلت شيئا
ما فعلت شى
الآخرون
لأنني أخاف
لا تنظروا لى هكذا،..فالآخرون
هم الذين يفعلون
143 Total read