سمعتُ مـن الأزهـار والروض حكــــــــــمةً
معطرةً تَهدي نُهًى وعقــــــــــــــــــولا
فقـلنَ لهـا: يـا وردةَ الروض إننــــــــا
لنقضـي زمـانـاً فـي الريـاض طـــــــويلا
وعـمـرك يـومٌ فـي الربـــــــــــيع معجَّلٌ
وتعـدو عـلـيك الـحـادثـاتُ ذبــــــــولا
كأنك ظلٌّ طـاف أو حـلـم نـــــــــــــائمٍ
سـرى ثـم ولَّى فـي الخـيـال رحــــــــيلا
فقـالـت: نعـم أقضـي الـحـيـاة قصــــيرةً
وأتـرك عطراً فـي الـحـيـاة جـمـــــــيلا
لئن قـلَّ فـي الأرض الـمقـام فإننـــــــي
أرى أَثَري فـي النـاس لـيس قـلــــــــيلا
ولن تُحـمَدَ الغربـان فـي طـول عـمـرهــــا
ولـو مكثتْ بـيـن الخرائب جـــــــــــيلا
ولـو عـاش يـومـاً واحداً بـلـبـلُ الرُّبـــا
فقـد عـاش عُمـراً واستفـادَ جلـــــــــيلا