رحلت عنك ساجعات الطيور
وذوت فيك يانعات الزهور
إيه يا قصر والحياة سطور
أنت باق من بعض تلك السطور
مات فيك الهوى وماتت أمان
كن أحلى من إبتسام الثغور
كنت أصغى إلى شجى الأغانى
تحت أفياء روضك الممطور
فإذا بى لا أسمع اليوم صوتا
غير رجع الصدى ومر الدبور
ولهذا فى النفس آلم وقعا
من نواح الحزين بين القبور
جف فى ساحك الغدير وطالت
فوق شطيه مسدلات الشعور
حانيات عليه كالغيد تحنو
باكيات على سرير صغير
كنت يا قصر مسرح الأنس
والحب ومغدى الصبا ومجلى النور
فخبا ذلك الضياء وسدت
شرفات نضون وشى الستور
وسرت فيك وحشة مثلما
خيم حزنى على فؤادى الكسير
نحن سيان فى التعاسة يا
قصر كلانا أشقاه ظلم الدهور
غاب عنى وعنك وجه حبيب
ضنته فى فؤادى المهجور