هـاتِ اسقِنِيـهـا!! لستَ مــــــــــن سُمَّاري
إن لَم تَكُنْ للكـاسِ ربَّ الــــــــــــــدَّارِ
هـيَ بِنـتُ مَنْ؟؟ الشَّمسُ دارةُ أهلهـــــــــا
أبـدًا ونحنُ الأهلُ للأقـمــــــــــــــار
أنـا مـن إذا شعَّتْ عـلـيــــــــــهِ تفتَّحتْ
دُنـيـاهُ عـن روضٍ وعـن أطـيــــــــــــار
ولَمَحتُ أسـرارَ الـوجـودِ تُطـيفُ بـــــــــي
نشـوى وأرْدَانُ الجــــــــــــــمَالِ جِواري
دعـنـي، ومـا زعَمَتْهُ كُفَّارٌ بـهـــــــــــا
عـن إثـمهـا، فـــــــــــــالنَّارُ للكُفّار
صلَّيـتُ لَـمَّا أمطرتْ أنـوارَهــــــــــــــا
مـا أروعَ الصَّلـواتِ للأنــــــــــــــوار
ووقفتُ بـالـوادي الـمُقـدَّسِ ســــــــــاعةً
وأخذتُ عـن نَفَحـاته أشعـــــــــــــــاري
اللهُ للعُشَّاق فـي سبَحَاتِهــــــــــــــــم
مَسّوا ضفـافَ الخُلـدِ بـالأذكــــــــــــار
رافقتُهـم فعـرفتُ بـيـنَ رُبُوعِهـــــــــــم
أهلـي، وطَابَتْ عـندهـم أخبــــــــــــاري
مَغنـايَ فـي دُنـيـايَ صُحـــــــــــبةُ مَعْشَرٍ
حَفَلــــــــــــــــــتْ مَنَاسكُهُم بكلِّ
زَانُوا اللـيـالـي سـيرةً وعَقـيـــــــــدةً
لَكِنْ تـواروا فـي حِمـىً مُتــــــــــــواري
قـومٌ إذا أدركتَ مـا نَهَضــــــــــــوا له
قـلـتَ: الـمُلُوكُ تَلُُوحُ فـي الأطمــــــار
الغارُ سَهلٌ مُمْرَعٌ بحضُورهـــــــــــــــــم
والسّهلُ حـيـنَ غـيـابِهِم كـــــــــــالغار
إنِّي عـلى آثـارهـم سـارٍ، ولــــــــــــي
فِيـهـم مَكَانُ الكــــــــــــــوكبِ السَّيَّار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــXXXX
يـا ريحُ!! حَتّامَ الغُبـارُ يَلفُّنـــــــــــي
مَن لـي بريحٍ غـيرِ ذاتِ غُبــــــــــــــار
أَوَ كُلَّمَا قـاربتُ صَفـوَ شــــــــــــــريعةٍ
طَمَّتْ عـلـيَّ سَحَائبُ الأكــــــــــــــدار؟؟
لا!! لن أحـيـدَ عـنِ الــــــبِذَارِ وإن رَعَتْ
زرعـي الجـرادُ بجـيشِهـا الجــــــــــرَّار
يـا رَبِّ!! عَفـوكَ إنَّنِي فــــــــــــي حَيرةٍ
دَهـيـاءَ غالـبةٍ عـلى أطـــــــــــــواري
تتبرَّج الأوزارُ لـي فأجـيبُهـــــــــــــا
وأعـود ألعـنُ فتــــــــــــــنةَ الأوزار
وأعـاندُ الـتَّيَّارَ ثُمَّ يُهـيبُ بــــــــــــي
نَزَقٌ فأركبُ غاربَ الـتـــــــــــــــــيَّار
وتزورنـي الخطراتُ فـي غَسقِ الـــــــــدُّجى
فإذا الـبُرُوقُ مــــــــــــــواكبُ الزُّوَّار
وكأنَّ نفسـي كــــــــــــــــــوكبٌ متألِّقٌ
يَهـــــــــــــــمِي بأفراح السَّنَى الثر
وأُديرُ طَرْفـي - والـوجُودُ صحـــــــــــائفٌ
شَتَّى - فأشهدُ وحدةَ الأسفـــــــــــــــار
وتَزولُ أضـواءُ الـبـيــــــــــــارقِ فجأةً
ويـطـولُ بَعـدَ زوالهـا استفســــــــاري؟؟
وتسدُّ أشـيـاءُ الظَّلامِ مطـالعــــــــــــي
ويضـيـقُ دونـي واسعُ الـــــــــــــمِضْمَار
وأُسَائِلُ الآثـارَ عـن أعـيـانهـــــــــــا
وأظلُّ بـيـنَ الشَّكِّ والإنكـــــــــــــــار
أوَّاهُ مـن هَمِّي! وأيـنَ أفرُّ مـــــــــــــن
جـبروتِ سطـوتهِ وكـــــــــــــيفَ فراري؟؟
يـا ربِّ! أقـلقتِ الرِّيـاحُ سفـيـنـتـــــــي
فـامـنُنْ عـلـيَّ بشَاطِئ استقــــــــــرار
ــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــXXXX
يـا مـن تَجَلَّى الطُّهـرُ فـي قَسَمـاتهـــــــا
ضحـيـانَ يَحكِي طلعةَ الأسحــــــــــــــار
نـاديـتِنـي فـانْهَلَّ صـوتُكِ فـي دمــــــــي
خَمْرًا بــــــــــــــــــلا كَرْمٍ ولا خَمّار
لا تكتـمـي بـيـنـي وبـيــــــــــنكِ قصّةً
أسـرارُ قـلـبكِ فـي الهـوى أســــــــراري
هـاتـي حديثَ الرُّوحِ عـن أشـواقهـــــــــا
فـي غابةِ الأشـواكِ والأزهـــــــــــــار
قُولـي بـهـمِّك لـي فعـندي مـــــــــــثلُه
هَمٌّ أُدلُّ بـه عـلى الأقــــــــــــــــدار
إنِّي أســــــــــــــيرُ الصَّمتِ! مُنذُ تعَلّ
نفسـي تَمـرُّدَهـا عـلى الآســـــــــــــار
أستقبـلُ الـدُّنـيـا بنظرةِ ســـــــــــاخرٍ
وأَضـالِعـي ضـيفٌ عـــــــــــــلى الجزَّار
لكـنْ إذا ثـارَ الـحُمـاةُ بـمــــــــــوطنٍ
ـــــــــــــــــــسَابَقْتُ هُمْ وهَتَف
وإذا تجـبَّرتِ الخطـوبُ عَصَيـتُهــــــــــــا
ونفرتُ حـيـنَ الظُّلــــــــــــــمِ أيَّ نِفَار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــXX
أُفٍّ لأقـوامٍ عـلى سِيـمـائهــــــــــــــم
وَسْمُ الـمذلَّة شـائهُ الآثـــــــــــــــار
وُلـدوا عـلى أَنْيـارهـم فتَعــــــــــوَّدوا
أَلاَّ حـيـاةَ لهـم بـلا أنـيــــــــــــار
وغدَوا دروعًا للطُّغَاة وتـــــــــــــــارةً
نَعْلاً لهـا فـي مُوحـلِ الأقطــــــــــــار
يَهـنـيـهـمُ ذُلُّ النَّعِيــــــــــــــمِ فإنَّه
جِسـرُ اللئِيـمِ إلى مَقَام العــــــــــــار
راحـوا بـمغنَمهـم وعُدتُ بـمَأتـمـــــــــي
شـتّانَ بـيـنَ شِعَارِهـم وشعـــــــــــــاري
عَهْدُ الألى شـادوا العُلا لــــــــــي سُنَّة
وكذاك كـانـت سُنَّةُ الأحـــــــــــــــرار
يـا بنـتَ أهلـي فـي ضمـيري شعـــــــــلةٌ
بـيضـاءُ كـانـت فـي الـحـيـاة مَنـــــاري
أنـا سـائحٌ دنـيــــــــــــاهُ تحت مَداسهِ
مـا هـمَّه مَن سـادةُ الأمـصــــــــــــار
لَيلـي مُنـادمَةُ النجـومِ عــــــــلى السُّرى
ومع الشمـوسِ الطَّالعـاتِ نهــــــــــــاري
وإذا نزَلـــــــــــــــــتُ بروضةٍ ممطُورةٍ
وألفتُ طـيبَ الرَّوضةِ الـمِعطـــــــــــــار
أُلقِي عصـا الـتَّسـيَارِ تحت ظلالهـــــــــا
فتعـودُ لـي روضًا عصـا الـــــــــــتّسْيَار
أوْ لا فلـي عـندَ الـــــــــــمسَالِكِ وقفةٌ
تَهـبُ الـمُسـافرَ عِبرةَ الأسفــــــــــــار
فأشـاهدُ الأغراسَ - وهـي كريـــــــــــمةٌ
تـنمـو وتُزهـــــــــــــــرُ رغمَ كُلِّ حِصَار
وأرى تبـاشـيرَ الصَّبـــــــــــــاحِ مُنِيرةً
وقـوى الظَّلامِ عـلى شَفِيرٍ هـــــــــــــار
والعـالَمُ الـمُنهــــــــــــارُ يبخعُ نفسَه
والسُّوسُ أصلُ العـالـمِ الـمُنهـــــــــــار
رفضَ الـحـيـاةَ هضـابَهَا وجـبـالهــــــــا
وأراد أن يَبقَى عــــــــــــــلى الأغوار
وبنى الجـدارَ لكـي يُدَاجـــــــــــيَ بُؤسَهُ
والشَّمسُ تطلُعُ فـوقَ كُلِّ جـــــــــــــــدار
وهفـا إلى الأحـلامِ دون حقـيــــــــــقةٍ
وصـبـا إلى الأشجـار دونَ ثـمــــــــــار
وتَهَيَّبَ الأفكـارَ أن تحـيـا بــــــــــــهِ
ومـن الـبـلاء تَهـيُّبُ الأفكــــــــــار
ويرُوحُ للأحجـارِ يستشفـي بـهــــــــــــا
والـدَّاءُ كلُّ الـدَّاءِ فـي الأحجــــــــــار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــXXXX
قُل للـذي طلـبَ الـحـيـاةَ رخــــــــــيصةً
احذرْ خداعَ الهــــــــــــــــاجسِ الغرَّار
خُذْ مـن حـيـاتِكَ جـانـبًا تسمـو بــــــــهِ
واتـرُكْ هـوانَ العُمـر للأغمــــــــــــار
واصعـدْ إلى القـممِ الكبـــــــــار مُكرَّمًا
أو عِشْ حـلـيفَ مهـــــــــــــــانةٍ وصَغَار
إنَّ الـحـيـاة سُيُولَهـا وسحـابَهــــــــــا
جـاءتكَ بـالأمطـار والأنهـــــــــــــار
هِمَمُ الـذيـن عـلى الـمـجـاهل أقـدمــــوا
ذهـبتْ حـيـاتُهُمُ بكلِّ فخــــــــــــــــار
مَن خـاف مـن لَهَبِ الـــــــــــتَّجَاربِ جذوةً
دَارتْ لـيـالـيـه عـلى الـــــــــــتكرار
هـي سـاعةٌ حـرنَ الـمسـيرُ إزاءَهـــــــــا
عـند الـمـصـيرِ ولاتَ حـيــــــــــن خِيَار
إمَّا مَلَكتَ عـلى الزَّمـــــــــــــان مدارَه
أو عُدتَ محكـــــــــــــــــومًا بكلِّ مدار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــXXXX
كُشفَ الستـارُ فكلُّ مَن هـــــــــــابَ الرَّدى
أمسـى يُطـالِعُنَا بـلا أستــــــــــــــار
تخشى الـدَّمـارَ عِصَابةٌ أعطـانُهـــــــــــا
غصَّتْ مـرابضُهـا بكلِّ دمـــــــــــــــــار
غَلَبَتْ مبـاذلُهـا عـلى أحسـابـهــــــــــا
فأبـاحتِ الـحُرُمـاتِ كلَّ مُكـــــــــــــاري
مـن يـمـلكِ الـدِّيـنـارَ يَمـلِكْ أمــــــرَهَا
فَزِمَامُهـا فـي خدمة الـدِّيـنــــــــــــار
وتَبـيـتُ تحفرُ قبرَهــــــــــــــا، وتظُنُّهُ
قصرًا! وتُكبرُ هِمَّةَ الــــــــــــــــحفَّار!
وتَهَشُّ للنَّجَّار يَصنعُ مـجـدَهـــــــــــــــا
والنَّعـشُ بعضُ صنـــــــــــــــاعةِ النَّجَّار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــXXXX
ومُكـابرٍ والجهلُ مـــــــــــــــلءُ إهَابِه
لـيست لهُ العـلـيـاءُ دَارَ قـــــــــــرار
خلعَ الـيسـارُ عـلـيـه بُردةَ نـاعــــــــمٍ
لـم يـدرِ مـا خلعتْ يـدُ الإعســــــــــار
حسِبَ الـحـيـاةَ كـمـا يُعـايش لـيـنَهـــــا
أعْطَافَ غانـيةٍ وكأسَ عُقـــــــــــــــــار
ولهُ بآفـاق الـمتـــــــــــــــارفِ أيكةٌ
نضرتْ فكـانـت قِبـــــــــــــــلَةَ النُّظَّار
عـشقَ الكرى، فإذا صحـا عــــــــــرضتْ له
شمسُ الضحى مـصـبـوغةً بـالقــــــــــــار
قـالـت لهُ الأصـفـــــــــــارُ: إنَّكَ ثروةٌ
كُبرى، فصدَّقَ قـولَةَ الأصـفـــــــــــــار
أضحى يُحـاورنـي فقُلــــــــــــتُ له اتَّئِدْ
مـا أنـتَ يـا هـذا بربِّ حـــــــــــــوار
قُلْ للـذي ظنَّ الـمعـالـــــــــــــي سلعةً
الـمـجـدُ غـيرُ بضـاعةِ الــــــــــــتُّجَّار
فدعِ النُّسـورَ عـلى الـذُّرا وانعَمْ بـمـــــا
فـوق الثَّرَى تَسلَمْ مـن الأوتــــــــــــار
وإذا أَرَدْتَ سـيـادةً ومَجـــــــــــــــادةً
وتُنَصَّ للـتَّعـظيـم والإكبـــــــــــــــار
فـادفعْ إلى الزَّمَّار بعضَ دراهــــــــــــمٍ
يُعـلِي سمـاءَ عُلاكَ بـالـمزمــــــــــار
وجـمـاعةٍ هـانـتْ عـلى أعـدائهــــــــــا
طـارتْ مع الأَهْوَاءِ كلَّ مطـــــــــــــــار
قـالـت: مُداراةُ الأعـادي حكـــــــــــمةٌ
وإذا لقـيـتَ العـاديـــــــــــــاتِ فَدَار
وإلـيكَ عـن بِكْر الطَّريـقِ فإنَّمـــــــــــا
بكرُ الطّريـقِ كثـيرةُ الأوعـــــــــــــار
فأجـبتُهـا: مـا لـي بــــــــــدَربكِ غايةٌ
إنَّي رضـيـتُ - وإن كرهتُ - خَســــــــــاري
صـبري عـلى الـدُّنـيـا تقـيَّةُ ثــــــــائرٍ
وإذا استُثِرتُ فلستُ بـــــــــــــــالصَّبَّار
إن كـان لا بُدَّ الرَّدَى فــــــــــــي مَوقفٍ
فـالسَّيفُ أرحـــــــــــــــــــــــــــمُ