كلمة
اخضرت في قلب الظلمه
وأضاءت أرواح الشعراء
كلمه
زرعتها شفتي ذات مساء
أحببت العالم ذات مساء ، مخنوق الأضواء
لما كان الشارع ليلا ، عرشا للحراس
وعلى البعد مدافن ، كانت تطوي خطو الناس
والكلب يفتش عن لقمه
وأنا أبحث تحت الشرفات عن البسمه
لم يعثر ، وأنا لم أعثر
فرجعنا! نبح الكلب ، وضمّتنا الطرقات
واجهنا الجدران الجهمه
واجهنا أسوارا.. أسلاكا
واجهنا أشواكا
ورأيت أسيرا ، قسماتي ، قسماتك في وجهه
قسمات الكل ارتسمت في وجهه
ومشت أحذية الحراس
كمطارق تملأ إحساسي
تدفعني في قلب الظلمه
تدفعني حتى انهرت ، ركعت
تحت النجمه
قبّلت الأرض ، وتمتمت حروفا
يا أرض استمعي لحروفي
حرفا ، حرفا.. زرعت شفتي الكلمه
ورواها دمعي ، فاخضرّت حرفا ، حرفا
ورأيت البرعم يبزغ مرتجفا
كتبت أوراق البرعم ما تمتمت بأذن الأرض
كلمة إنسان
يا للروعه
الكلمة تنمو بالدمعه
وأخذت الكلمة جنب القلب
قربت الكلمة من شوقي
شوق الإنسان إلى الخضرة والحب
ونما حرف ، عانق حرفا
كتب الجنّه
الكلمة تنمو بالدمعه
فليسحقني الألم إذا الكلمة عطشت
كي أسقيها بدل الدمعة عشر دموع
وليزرعها كل شقي مثلي ، عرف الجوع
وعذابات الحب الخاسر
ولتمتد جذور الكلمة نحو قرانا
نحو قرانا ذات الدمع الوافر
كي تورق في القلب قرانا تلك الكلمات
وليقرأها الرجل الطيب
ولتنضج ، ولتصبح رايات
تتقدم خطوات الإنسان
ليقيم على الأرض الجنه