أحمد عبد المعطي حجازي

1935 / مصر

العام السادس عشر - Poem by أحم

أصدقائي
نحن قد نغفو قليلا
بينما الساعة في الميدان تمضي
ثمّ نصحو.. فاذا الركب يمرّ
و إذا نحن تغيّرنا كثيرا
و تركنا عامنا السادس عشر
عامي السادس عشر
يوم فتحت على المرأة عيني
يومها.. و اصفرّ لوني
يومها.. درت بدوّامة سحر
كان حبّي شرفة دكناء أمشي تحتها
لأراها
لم أكن أسمع منها صوتها
إنّما كانت تحيّيني يداها
كان حسبي أن تحيّيني يداها
ثمّ أمضي ، أسهر اللّيل إلى ديوان شعر
' يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحا من خيال.. فهوى
اسقني ، و أشرب على أطلاله
وارو عيني ، طالما الدمع روى '
كنت أهوى هؤلاء الشعراء
أرتوي من دمعهم كل مساء
اتغنّى معهم بالمستحيل
و بألوان الذبول
و بأوراق الخريف
و هي تعدو في يد الريح إلى غور مخيف
و بطير أسود في اللانهاية
راح يستفتي نواقيس الهداية
باحثا في الأرض عن دود ، و عن رب جديد
كنت أهوى هؤلاء الشعراء
أتسامى فوق غيم نسجوه
أتمطّى في بخور أطلقوه
و أرى الحبّ... شرودا ، و تهاويم ، و حزنا
و المحبّ الحقّ.. من يهوى و يفنى
و عميق الحبّ... حبّ لم يتم
ليقولوا.. يا للحن لم يتم
و ليالي عامي السادس عشر
كان حلمي أن أظلّ اللّيل ساهر
جنب قنينة خمر
تاركا شعري مهدول الخصل
مطلقا فكري في كلّ السبل
أتلقّى الوحي من شيطان شعري
و على خدّي دمعة
و على مكتبي الصامت شمعة
ترسم الظلّ على وجهي الكئيب
و هي تذوي في اللّهيب
بينما التبغة تكوي اصبعي
و حنين غامض في أضلعي
لبحار ، يلعب القرصان فيها
و لكم عذّبني وقت الغروب
لونه الجهم الخصيب
صمته ، سرب الطيور العائده
و الزروع الهاجده
و الثغاء المترامي من بعيد
لشياه راقده
و غصون التوت تمشي في الشفق
عاريات. لا ورق
و نعوش النور تمشي
و هنا كم قلت آه
كنت أهوى أن أموت
أنتهي في عامي السادس عشر
أصدقائي
نحن قد نغفو قليلا
بينما في الميدان تمضي
ثمّ نصحو ، فاذا الركب يمرّ
و إذا نحن تغيّرنا كثيرا
و تركنا الاقبيه
و خرجنا ، نقطع الميدان في كلّ اتّجاه
حيث تسري نشوة الدفء بأكتاف العراه
و عدونا ، نحضن الأطفال في كلّ طريق
و نناغي كلّ حلوة
كسكارى ، أخذتهم بعض نشوة
و بأنشودة نصر
و بلحن مشرق النبره عانقنا الحياه
و بلغنا عامنا التاسع عشر
أصدقائي
ها هي الساعة تمضي
فإذا كنتم صغارا ، فاحلفوا ألاّ تموتوا
واحذروا عامكم السادس عشر
167 Total read