تريد الشمسُ أن تسهرَ الليلة
في نادي الكواكبِ والنجوم
لكنّها تخاف أن تتأخر
ولا تشرق غداً في موعدها المحدد
يريد القمرُ أن يحلّقَ عالياً
ويخرج من مداره المرسوم
لكنّه يخاف أن يقعَ في الثقوبِ السود
يريد العاشقُ أن يستحضرَ حبيبته
من غياهب النسيان
لكنّه يخاف حين تجيء
أن يجيء معها الماضي
وأشباحه وسكاكينه المتوامضة وسط الظلام
يريد النهرُ أن يعودَ لأهله
لكنّه يخاف من اللصوص
اللصوص الذين وقفوا له بالمرصاد
عند حدود الطبيعة
يريد الشاعرُ أن يكتبَ قصيدته الجديدة
لكنّه يخاف أن يكون ثمنها
كفّه التي لا تجيد إلاّ المحبّة
ورأسه الذي يعيشُ بشغف
عزلةَ العارفين