حلمي كان الحبّ
ولذا أردتُ لحرفي أن ينطق كلمةَ: حبّ
قبّلتُ شفته السفلى
كانَ الحرفُ صغيراً وجميلاً
وللتوّ عادَ من طفولته المليئةِ بالجمر
قلتُ له: قلْ حبّ
فقالَ على الفور: حرّية
ولذا ضعتُ لسنين لا حصر لها
أتجلّى في طوفان الحرّية وزلازلها
ثم قلتُ له: قلْ حبّ
فقالَ على الفور: حماقة
ولذا ضعتُ لسنين لا حصر لها
أتجلّى في كأسِ حماقاتِ الدنيا
درويشاً مهووساً بقصصِ العشق
وملاكاً مصاباً بجذامِ الرغبة
ثم قلتُ لحرفي
ها قد أصبحتَ كبيراً
أعني أصبحتَ من النضجِ بما يكفي
لتقول: حبّ
فقالَ على الفور: حرب
ولذا ضعتُ ضياعاً أسودَ أغبر
في حربِ الأجداد
وحربِ الأوغاد
وحربِ الأحقاد
حين خرجتُ من الحرب
أجرّ هزيمتي النكراء
كانت سنواتي قد تجاوزت السبعين
ولم تعد عندي الرغبة أبداً
أن أسأل حرفي شيئاً
ومع ذلك
قلتُ في لحظةِ عبثٍ ومجون
قلْ حبّ
فقالَ على الفور: حقد
فضحكتُ حتّى اخضلّتْ لحيتي بالدموع
ومن جديد: قلْ حبّ
أرجوك
تعبتُ حد اللعنة
من الحرّيةِ والحماقةِ والحرب
يا حرفي
يا هذا
هيّا
قلْ حبّ
وبقيتُ كمجنونٍ أصرخُ في وجهه
حتّى متّ: قلْ حبّ
حبّ
حبّ