* قالَ الشاعرُ: مَن سيكتب قصيدتي؟
- قالَ الحرفُ: أنا
* ومَن سيطلق أسرارها للناس؟
- قالت النقطةُ: أنا
جاءَ القَدَر
ومسحَ الحرفَ والنقطة
من شاشةِ المعنى
فجلسَ الشاعرُ مذهولاً العمر كلّه
مثل صخرة كبيرة
مُلقاة على شاطئ البحر
* قالَ الطفلُ: مَن سيأخذني إلى حضنِ أمي؟
- قالَ الحرفُ: أنا
* ومَن سيشتري لي لعبةَ العيد؟
- قالت النقطةُ: أنا
جاءت المأساة
فمسحت الحرفَ والنقطة
من شاشةِ المسرّة
وتركت الطفلَ يبكي الليل كلّه
كشحّاذٍ ينامُ في شارعِ الثلجِ والمطر
* قالت الشمس: مَن سيُنبِتُ لي جناحين لأشرِق؟
- قالَ الحرفُ: أنا
* ومَن سيمنحني القوّةَ لأطيرَ إلى الناس؟
- قالت النقطةُ: أنا
جاءَ العبث
ومسحَ الحرفَ والنقطة
من شاشةِ الحياة
فجلست الشمسُ وهي تقلّب كفّيها
في وجومٍ عظيم
* قالَ الشيخُ وهو بين يدي الموت
مَن سيحفرُ قبري؟
- قالَ الحرفُ: أنا
* ومَن سيصلّي عليّ؟
- قالت النقطةُ: أنا
جاءَ الشيطان
ومسحَ الحرفَ والنقطة
من شاشةِ الوجود
فجلسَ الشيخُ مرتبكاً
لا يعرفُ كيف يموت