أبو فراس الفرزدق

658-728 / كاظمة

يا سائلي - Poem

يا سائلي اين حل الجـود والكـرم *** عنـدي بيـان اذا طلابـه قدمـوا
هذا الذي تعرف البطحـاء وطأتـه *** والبيت يعرفـه والحـل والحـرم
هذا ابـن خيـر عبـاد الله كلهـم *** هذا التقي النقـي الطاهـر العلـم
هذا الذي احمـد المختـار والـده *** صلى عليه الإله ثم جـرى القلـم
هذا ابن فاطمه ان كنـت جاهلـه *** بجـده انبيـاء الله قــد خـتـم
هـذا علـي رسـول الله والــده *** امست بنور هداه تهتـدي الامـم
هذا الذي عمه جعفـر الطيـار والـ *** مقتول حمزه ليث حبـه قسـم
هذا ابن سيـده النسـوان فاطمـه *** وابن الوصي الذي في سيفه سقـم
من جده دان فضـل الانبيـاء لـه *** وفضـل امتـه دانـت لـه الامـم
لو يعلم الركن مـن جـاء يلثمـه *** لخر يلثم منـه مـا وطـئ القـدم
فليش قولك مـن هـذا بضائـره *** العرب تعرف من انكـرت والعجـم
الله شـرفـه قـدمـا وفضـلـه *** جرى بذاك له فـي لوحـه القلـم
مشتقـه مـن رسـول الله نبعتـه *** طابت عناصـره والخيـم والشيـم
ينشق ثوب الدجى عن نور غرتـه *** كالشمس ينجاب عن اشراقها القتم
اذا راتـه قريـش قـال قائلـهـا *** الى مكـارم هـذا ينتهـي الكـرم
يغضي حياء ويغضى من مهابتـه *** فمـا يكلـم الا حـيـن يبتـسـم
يكـاد يمسكـه عرفـان راحتـه *** ركن الحطيم اذا ما جـاء يستلـم
كلتا يديـه غيـاث عـم نفعهمـا *** يستو كفان ولا يعروهمـا العـدم
سهل الخليقـه لا تخشـى بـوادره *** يزينه اثنان حسن الخلـق والكـرم
حمّـال اثقـال اقـوام اذا فدحـوا *** حلو الشمائل تحلـو عنـده نعـم
لا يخلف الوعـد ميمـون نقيبتـه *** رحب الفناء اريـب حيـن يعتـزم
عم البريه بالاحسـان فانقشعـت *** عنها الغيابـه والامـلاق والعـدم
ينمي الى ذروه العز التي قصـرت *** عن نيلها عرب الاسـلام والعجـم
من معشر حبهم ديـن وبغضهـم *** كفـر وقربهـم منجـى ومعتصـم
ان عد اهل التقـى كانـوا ائمتهـم *** او قيل من خير اهل الارض قيل هم
لا يستطيـع جـواد بُعـد غايتهـم *** ولا يدانيهـم قـوم وان كـرمـوا
هم الغيوث اذا مـا ازمـه ازمـت *** والاسد اسد الشرى والبأس محتدم
لا يقبض العسر بسطا من اكفهـم *** سيان ذلك ان اثروا وان عدمـوا
يستدفع السوء والبلـوى بحبهـم *** ويسترب بـه الاحسـان والنعـم
مقـدم بعـد ذكـر الله ذكـرهـم *** في كل بدء ومختـوم بـه الكلـم
يأبى لهم ان يحل الـذد ساحتهـم *** خيم كريـم وايـد بالنـدى هضـم
اي الخلائق ليسـت فـي رقابهـم *** لاوّليّـه هــذا اولــه نـعـم
من يعـرف الله يعـرف اولويّـة ذا *** فالدين من بيت هـذا نالـه الامـم
135 Total read