تتدلَّى أشجارُ التين على الحيطان الشرقيةْ
نتلقى الدرس الثاني
تحت الشمس الصاحية النيسانيَّةْ
نكْبرُ، نهجر ساحةَ شيخِ الحانوتْ
نحلم بالشرنقة المنسوجة من أوراق التوتْ
لكنْ يا جفرا الكنعانية
قلتِ لنا إنّ الأشجار تسيرُ على الطرقاتِ
كجيشٍ مُحتشدٍ تحت الأمطارْ
أقرأ أشجاري، سطراً سطراً، رغم التمويةْ
لكنْ يا زرقاء العينين ويا نجمةَ عتمتنا الحمراءْ
كنا نلهث ﻓﻲ صحراء التيهْ
كيتامى منكسرين على مائدة الأعمامْ
ﻭﻟﻬﺬﺍ ما صدَّقكِ سوايْ
- تخبأتُ ﻓﻲ عُبّ داليةٍ، ﺛﻢ شاهدتُ من فتحة ضيقةْ
سكاكينهمْ ... والظلال
ﺛﻢ شاهدتُ مجزرةً لُطّختْ بالرمالْ
وشاهدتُ ما لا يقال
- كان الجيشُ السفّاحُ مع الفجرْ
ينحر سكانَ القريةِ ﻓﻲ عيد النحرْ
يُلقي تفّاح الأرحام بقاع البئرْ
رفَّتْ عيني اليُسرى ... شبّتْ نارْ
ورأيتك ﻓﻲ الصورةِ تحت التوتةِ ﻓﻲ قلعِ الدارْ
إلفُكِ مدَّ جناحيه، توارى، غابْ
ينقش أشعار الحزن على تفّاحةْ
يأتي العفن المزمن يا زرقاء
يمحو من ذاكرتي صُوَرَ الأحباب
- ﻓﻲ اليوم التالي يا زرقاء
قلعوا عين الزرقاء الفلاّحة
ﻓﻲ اليوم التالي يا زرقاء
خلعوا التينَ الأخضرَ مِنْ قلبِ الساحة
ﻓﻲ اليوم التالي يا زرقاء
ومرَّ الليلُ، مرَّ الليلُ يا زرقاءُ
كنَّا نرقبُ الأسحارْ
نصوغ قصائدَ العنبِ المُعرّشِ ﻓﻲ روابينا
ونكتبُ أصدق الأشعارْ
ونزرع ﻓﻲ رفوف الدارْ
فسيلاتٍ ، تَمُدُّ العُنْقَ
تحضنُها سواقينا
نَبُلُّ الريقَ، يُطفي بعضُنا جوعَهْ
ولكنّا
ولكنّا
نسينا أن عين الحلوة الزرقاء مخلوعة
وأن الراية الأولى على الحيطان ممنوعة
وأن الراية الأخرى على الأسوار مرفوعة