عمر الخيام

1048 - 1131 / نيسابور

رباعيات الخيام _ حرف الألف - Poem by عمر الخيام

كُلُّ ذَرَّاتِ هذهِ الأرْضِ كانَتْ أَوْجُهاً كَالشُّمُوسِ ذاتَ بَهَاءِ
أُجْلُ عَنْ وَجْهِكَ الغُبَارَ بِرِفْقٍ فَهْوَ خَذٌّ لِكَاعِبٍ حَسْنَاءِ
إِنَّ رُوحاً مِنْ عَالَمِ الطُّهْرِ جَاءَتْ لَكَ ضَيْفاً مَا التَاثَ بِالغَبْرَاءِ
إِسْقِها أَكْؤُسَ الصَّبوحِ صَباحاً قَبْلَ تَوْدِيعِهَا أَوَانَ المَسَاءِ
منْ تَحرَّى حَقِيقَةَ الدَّهْرِ أضْحَى عِنْدَهُ الحُزْنُ وَالسُرُورُ سَواءَ
إِنْ يَكُنْ حَادِثُ الزَّمَانِ سَيَفْنى فَلْيَكُنْ كُلُّهُ أَسىً أَوْ هناءَ
قالَتِ الْوَرْدَةُ لاَ خدَّ كَخَدِّي في البَهاءِ
فَإِلى مَ الظلْمُ مِمَّنْ يَبْتَغِي عَصْراً لِمَائِي
فأَجَابَ البُلْبُلُ الغِ رِّيدُ فِي لَحْنِ الغِنَاءِ
منْ يَكُنْ يَضْحَكُ يَوْمَاً يَقْضِ حَوْلاً بِالبُكَاءِ
لَيْسَ يُدْرَى بِمَنْطَقٍ وَقِيَاسٍ أَيَّ وَقْتٍ دَارَتْ بِهِ الزَّرْقَاءُ
أَوْ مَتى تُصْبِحُ السَّمَاءُ خَرَاباً فَتَدَاعَتْ وَانْهَدَّ مِنْهَا البِنَاءُ
دَعْ عَنْكَ حِرْصَ الوُجُودِ وَاهْنَأْ إِنْ أَحْسَنَ الدَّهْرُ أَوْ أَسَاءَ
وَاعْبَثْ بِشَعْرِ الحَبِيبِ وَاشْرَبْ فَالْعُمْرُ يَمْضِي غَداً هبَاءَ
إِنْ تَوَاعَدْتُمُ رِفاقِي لأُنْسٍ وَسَعِدْتُمُ بِالغَادَةِ الهَيْفَاءِ
وَأدَارَ السَاقِي كُؤُوسَ الحُمَيَّا فَاذْكُرُونِي فِي شُرْبِهَا بِالدُّعَاءِ

إِنْ تَلاقَيْتُمُ أَخِلايَ يَوْماً فَأَطِيلُوا ذِكْرَايَ عِنْدَ اللِّقَاءِ
وَإِذا مَا أَتَى لَدَى الشُّرْبِ دَوْرِي فَأَرِيقُوا كَأْسِي علَى الغَبْرَاءِ
إِنْ كُنْتَ لا تَفْنَى سِوَى مرَّةٍ فَافْنَ وَدَعْ هَذَا الأَسَى وَالشَّقَاءْ
وَكُنْ كَأَنْ لَمْ تَحْوِ ذَا الجِلْدَ أَوْ ذَا الدَّمَ وَاللَّحْمَ وَخَلِّ العَنَاءْ
قَدْ خَاطَبَ السَّمَكُ الأَوُزَّ مُنَادِياً سَيَعُودُ مَاءُ النَّهْرِ فَاصْفُ هَنَاءَ
فَأَجَابَ إِنْ نُصْبِحْ شِواءً فَلْتَكُ ال دُّنْيَا سَرَاباً بَعْدَنا أَو مَاءَ
مَا الكُونُ دَارُ إِقامَةٍ فَأَخُو النُهى أَوْلَى بِهِ أَنْ يُدْمِنَ الصَّهْباءَ
أَطْفِئْ بِمَاءِ الْكَرْمِ نِيرَانَ الأَسَى فَلَسَوْفَ تَذْهَبُ فِي الهَوَاءِ هَبَاءَ
طَالَ كَهَمِيّ عُمُرُ الْحَبِيبِ فَقَدْ أَوْلانِيَ الْيَوْمَ خَيْرَ نَعْمَاءِ

فَقَدْ رَنَا لِي وَمَرَّ يُومِئُ أَنْ: 'أَحْسِنْ وَأَلْقِ الإِحْسَانَ فِي الْمَاءِ'
إِخْتَرْ بِدَهْرِكَ قِلَّةَ الرُّفَقَاءِ وَاصْحَبْ بَنِيهِ وَأَنتَ عَنْهُمْ نَاءِ
فَمَنْ اعْتَمَدْتَ عَلَيْهِ إِنْ تَنْظُرْهُ فِي عَيْنِ الْبَصِيرَةِ أَعْظَمُ الأَعْدَاءِ
لاتَنْظُرَنَّ إِلَى الْفَتَى وَفُنُونِهِ وَانْظُرْ لِحِفْظِ عُهُودِهِ وَوَفَائِهِ
فَإِذا رَأَيْتَ الْمَرْءَ قَامَ بِعَهْدِهِ فَاحْسِبْهُ فَاقَ الكُلَّ فِي عَلْيَائِه
لَقَدْ آنَ الصَّبُوحُ فَقُمْ حَبِيبِي وَهَاتِ الرَّاحَ وَاشْرَعْ بِالغِنَاءِ
فَكَمْ 'جِمْشِيدَ أَرْدَى أَوْ' قُبَادٍ مَجِيءُ الْصَيْفِ أَوْ مَرُّ الشِّتاء
مَا شَهِدَ النَّارَ وَالْجِنَانَ فَتىً أَيُّ امْرِئٍ مِنْ هُنَاكَ قَدْ جَاء
لَمْ نَرَ مِمَّا نَرْجُو وَنَحْذَرُهُ إِلاَّ صِفَاتٍ تُحْكَى وَأَسْمَاء
إِنْ تَجُدْ لِي بِالْعَفْوِ لَمْ أَخْشَ ذَنْباً أَوْ تَهَبْ لِي زَاداً أَمِنْتُ الْعَنَاءَ
أَوْ تُبَيِّضْ بِالْعَفْوِ وَجْهِي فَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى صَحِيفَتِي الْسَّوْدَاء
115 Total read