علي إسبر أدونيس

1930 / سوريا

أغنيات - Poe

سَكَنَتْ وجهها
سَكَنَتْ في نخيل? من الصّمتِ بين رؤاها وأجفانها
بيتُها شارِد
في قطيع الرّياحِ, وأيّامُها
سَعَف? يابِس
ورمال
مَنْ يَقولُ لِزيْنَبَ: عينايَ ماء
ووجهيَ بيت? , لأحزانِها

ألمحُ الآنَ أحزانَها
كالفراشاتِ, تضربُ قِنديلَها
حُرّةً, ذاهِلَهْ
وأراهَا تُمزّق مِنديلَها
ألمحُ الآنَ أمّي
وَجْهُها حُفْرة? , ويدَاها
وردة? ذابِلَهْ

كان هذا مَمَرّاً إلى بيتها, - كثيرًا
خبّأتْنا شجيراتُه, ورسمنا
في تقاطِيعِه خُطانا
وهنا كان مروان يجمع أصحابَهُ
مات ميثاقهم وماتوا
وامَّحت هذه العتَباتُ

أخذوهُ إلى حفرة? , حرقوهُ
لم يكن قاتلاً, كان طِفْلاً
لم يكن... كان صوتًا
يَتموّجُ, يعلو مع النّار, يَرْقى على دَرَجات الفضاءْ
وهُوَ, الآنَ, شَبّابَة
في الهواءْ
ليس منديلُها لِيُلَثِّمَ وجهًا
أو يردَّ الغبارَ, وليس لكي يمسحَ الدّمعَ, منديلُها
طَبقُ الخبز والجبن والبيضِ, وهو لِحاف
لِرشّاشِها,
كان منديلُها رايةً

تَرَكَ القافله
ومزاميرَها وهواها
مُفْرَد? , ذابِل
جذبتهُ إلى عِطرها
وردة? ذابله

ستَظلُّ صديقي
بين ما كان, أو ما تَبقَى
بين هذا الحطامْ
أيُّهذا البريقُ الذي يلبس الغيمَ, يا سيّدًا لا ينامْ

أخذت ما تيسّر من خبزها / كان طفل
يتلهّى بعكّازها
ويدبّ على قدمَيْها,
حملته كجوهرة? , غَمَرتْهُ
ورمت فوقَهُ وجْهَهَا
وَمَضَتْ تتوكّأُ / عُكّازُها
إرثُها من أب
مات قَتْلاً

أَلنّهار رغيف
والمساءُ إدام? لهُ
أَلمساءُ رغيف
والنهارُ إدام? لهُ
ورق? يتقلّب في ريحه
سيكونُ الشتاء طويلاً
سيموت الربيعُ بلا أُغنيات
إنّ هذا رثاء? لليلى التي لم تمُتْ
134 Total read