عبدالسلام مصباح

1947 / المغرب

ارتجاج الْعُشْبِ الأَخْضر - Poem by عبدالسلام مص

سَيِّدَتِـي
مِنْ عُمْرِي البَاقِي جِئْتُ إِلَيْك
لِنُرَتِّبَ أَوْرَاقَ الِبَـوْحِ
وَنَرْشِفَ مِنْ سِحْرِ الْـحَرْفِ
غِوَايَـاتِ الْحُبِّ
وَحِينَ يُدَثِّرُنَا النُّورُ الْمُورِقُ
نَفْتَحُ في الْمُفْرَدَةِ الْمَشْلُولَـةِ
أَبْوَابـاً
وَنَوَافِذَ
تَدْخُلُهَـا كُلُّ عَصَافِيرِ الْغَيْمِ
مُحَمَّلَةً بِالْحُلْمِ الْمَرْشُوقِ
وَبِالْعِشقِ
سَيِّدَتِي
مِنْ عُمْرِي الْبَاقِي جِئْتُ إِلَيْك
وَفِــي الْكـفِّ
طَوَاسِيـنُ الْوِجْدِ
لأَغْفُو فِــي حِضْنِ يَدَيْكِ
وَبَيْـنَ الإِغْفَـاءَةِ وَالصَّحْـوِ الْمُتَفَـرِّدِ
نَرْفَعُ أَشْرِعَـةَ الْحَرْفِ
وَنُبْحِرُ نَحْـوَ الْفِـرْدَوْسِ الأَعْلَـى
حَيْثُ الأَنْهَـار الْعَسَلِيَّـهِ
وَالْحُلْمِ الْمُتَوَهِّـجِ بِالدِّفْءِ
وَبِالأُلْفَـه
سَيِّدَتِـي
مِنْ عُمْـرِي الْبَاقِـي جِئْـتُ إِلَيْك
تُهَدْهِدُنِي نَبَضَـاتُ الْقَلْبِ
وَوَحْشَتُكِ
كَيْ نَجْتَازَ جُسورَ الدَّهْشَةِ
وَالزَّمَنُ الْفَاصِلُ
أَعْشَبَ رُمَّانـاً
فِـي مَرْجِ الْحَاءِ
وَفِـي أَعْلَى قِمَـمِ الْبَـاء
وَمَضَـى
يَفْتَحُ فِــي أَحْشَاءِ الأَرْضِ شَبَابِيكَ
وَيَمِلأُ أَعْطَافَ الْكَوْنِ
غِنَاءً
وَجُنُونـاً
سَيِّدَتِـي
مِـنْ عُمْرِي الْبَاقِـي جِئْتُ إِلَيْك
لِنُؤَثِّـثَ بِالْحُلْمِ فَرَاغَاتِ الْعِشقِ
وَنَفْتَرِشُ الْعُشْبَ
نَتَقَاسمَ خُبْـزَ الْحَرْفِ
وَحَبَّاتِ الْقَلْبِ
وَحِينَ يُحَاصِرُنَا الْخَوْفُ الْمَسْعُـورُ
وَيَغْتَالُ اللَّحْظَـةَ
أَوْ يُصَــادِرُ بَهْجَتَهَــا
نَتَضَاحَكُ مِنْ أَعْمَـاقِ الْقَلْبِ
وَنُوقِدُ قِنْدِيلَ الْشّعْرِ
عَلَى أَرْصِفَةِ الْكَوْنِ
وَنَنْطَلِقُ
158 Total read