إلـى
محمد الدرة
فـي
حلمه الثاني عشر
و
إلى
أبابيل الأقصى
نَامَ مُحَمَّد
نَامَ عَلَى إِيقَاعَاتِ الْغَضَبِ الْمُتَوَهِّجِ
وَالْحَجَرِ الْمُخَضبِ بِالْعِشقِ
وَبِالْمَوْتِ
وَبِالْبَعْثِ
ن َامَ مُحَمَّد
نَامَ
فَمَا قَتَلُوهُ
وَمَا صَلَبُوهُ
وَلَكِنَّهُ نَامَ
نَامَ . . . لِيَحْلمَ بِالْحَقْلِ
وَبِالشَّاةِ
وَبِالْكُؤَّاسِ
وَبِالزَّيْتُونِ الْمُثْقَلِ بِالْحَبِّ
وَبِالْجَمْر
نَمَ مُحَمَّد
نَامَ
عَلَى شَفَتَيْهِ
تُزْهِرُ أَشْجَارُ الَّلوْزِ
وَأَشجَارُ الْحُبِّ
وَتَمْرَحُ أَلْفُ فَرَاشاتٍ
نَامَ مُحَمَّد
نَامَ
وَفِي عَيْنَيْهِ يُورِقُ حُلَمٌ
أَعْمَقُ مِنْ كُلِّ بِحَارِ الْكَوْنِ
وَأَوْسَعُ مِنْ كُلِّ الْقَارَاتِ الْخَمْسِ
وَأَعْظَمُ مِنْ كُلِّ قَرَارَاتِ الْمَجْلِسِ
كُلِّ الْجَلَسَاتِ الْمَفْتُوحَةِ
وَالْمُغْلَقَـةِ
نَامَ مُحَمَّد
نَامَ
وَفِي كَفَّيْهِ حَبَّاتٌ مُتَأَلِّقَةُ
مِنْ وَطَنِي
نَامَ أَمَامَ الشَّاشاتِ
وَآلاَفِ الْكَامِيرَاتِ
وَكُلِّ الْعَرَبِ
نَامَ مُحَمَّد
نَـامَ
فَلاَ تُوقِظْهُ
كَيْ لاَ تَهْرُبَ مِنْ جَفْنَيْهِ أَلْوَانُ قُزَحْ
وَحَمَامَاتُ الأَقْصَى
كَيْ لاَ تَنْفَلِتَ مِنْ بَيْـنِ يَدَيْهِ
عَصَافِيرُ الْجَنَّهْ
نَـامَ مُحَمَّد
نَامَ
وَمَا زَالَتْ قَطَرَاتُهُ نَهْراً
يَتَدَفَّقُ بِالْخَيْرِ
وَإِعْصَاراً
يَتَقَدَّم
يَمْ حِي « آثَارَ الْقَدَمِ الْهَمَجِيَّهْ »
نَامَ مُحَمَّد
نَامَ
وَمَا زَالَ الْحَجَرُ النَّشوَانُ
يُزَغْرِدُ
يَرْسمِ لِلْفَجْرِ الطَّالِعِ
مِنْ تَحْتِ الأَنْقَـاضِ
وَلِلْفَرَحِ الْقَادِمِ
آفَاقاً لَـمْ يَمْسَسْهَـا سُوءٌ
وَطُرُقاتٍ
رَغْمَ الَّليْلِ الْغَـارِسِ خُنْجَرَهُ
بَيْنَ شِعَابِ الْقَلْبِ
وَبَيْنَ الْمَاءَيْـنِ
نَامَ مُحَمَّد
كَيْ يَتَجَسَّدَ فِيكُمْ
يَتَجَسَّدَ
يَسْتَنْهِـضَ فِيكُمْ عِزَّتَهُ
يَتَرَسّبَ فِي الْكَلِمَاتِ
وَفِي الْقَلْبِ
وَفِي مِشْكَاةِ الأَقْصَـى
وَيَتَمَدَّدَ ضَوْءً
« فَوْقَ إِهَابِ الْوَطَنِ الْبِكْرِ»
نَامَ مُحَمَّد
نَامَ الطِّفْلُ الْقُدْسِيُّ
عَلَى حَمْحَمَةِ الْحَجَرِ الْمُتَنَاثِرِ
يَفْتَحُ لِلْحُلْمِ مِسَاحَاتٍ
فِي أَوْرِدَةِ الأَرْضِ
وَيُشْعِلُ لِلْحُبِّ قَنَادِيلَ
تُضِـيءُ صَحَارى الَّليْلِ النَّابِتِ
بَيْنَ رُكَامَاتِ الصَّمْـتِ
وَتَتْلَو آيَـاتِ الْبَعْثِ
وَفَاتِحَةَ الْفَرَحِ
نَامَ مُحَمَّد
نَامَ
وَفَاضَتْ كُلُّ فُيُوضِهِ
مِنْ تَلْوِيحَاتِ الْكَفِّ