قلوبنا التي وصلت
وصلت مبللة
مثل وقوف الأمهات بانتظار البحارة الغرقى
بعد أن شبعوا موتاً
وحصى
وزرقه
تحترب روحي بأتربتها الثقيلة
بانتظار وجوه الملوك
ورؤساء الدول
عندما يصطفون
على يسار ختم البريد
قلوبنا التي وصلت
وصلت ممزقة جزئياً
( أخوة بروتس )
هكذا أسمّي أصدقائي
كلما حشرت قلبي
بكامل نبضاته
في فراغ الصندوق
قلوبنا التي وصلت
وصلت مفتوحه
الموتى بائسون
لأن الرسائل لا تنمو على شرفات منازلهم
ومن حسن الفجيعة
إنهم لا يحبّذون الرواح إلى دوائر البرق
ولا يشخّصون أبصارهم في أطراف حمام الزاجل
ألهذا ننتظر برقياتهم
ملوّحين لهم بالدموع
قبيل صلاة كل فجر
قلوبنا التي وصلت
وصلت ملصقة بشريط شفّاف
علّمني قلبي المستدير
أن ألقي المحبّة في تابوتٍ من ورق
وأزرع نهراً لصق أوجاعي
وأختم على أسراري بالعشره
قلوبنا التي وصلت
وصلت تالفه
أُغادر ( عمّان ) مثلما ولدتني مدينتي
عارياً إلا من الأورام
أورام بسبب البطالة السميكة
أورام بسبب احتراق الإقامه
… بسبب جاري الذي لم يقل لي
( صباح الخير )
( أغادر ( عمّان
حاملاً قبضة مطر
وطيناً يتدلى من أسفل بنطالي
( أحكّه بشموس ( صنعاء
هكذا تتلاقح العواصم العربية
لتزهر متشردين جدد
قلوبنا التي وصلت
وصلت ممزقاً غلافها
تتقلّب الرياح
تتقلّب الملائكة على المضاجع
تتقلب الخطى الرنانة نحو الحلم الفردي
يتقلبون على مرتفعات عشيقاتهم
كلّما عصر أضلاعي
منخفض جوّي
قلوبنا التي وصلت
جاء فيها مايلي
( إيه ياشواطيء الروح ، هل لازال هناك متّسع لحلم آخر ؟
هل من زاوية أخيرة لمتشرد شرقي قديم ؟
هل في هذه الأكوان المترامية فسحة بحجم أضفر اليد
لنعتصم بها احتجاجاً ؟
لقد كانت رسائلكم نوعاً من الجنون
مسحة من الدعابة ، دعابة التسربل في أزقة السفارات
والنوم على السطوح ، أعتقد أنكم لا تعرفون ماذا
مرّ بنا في صحراء ( مكة ) ؟
كلوا أي شيء .. ناموا في العربات والشوارع
هكذا هو الثمن باهظ
لاجيء عراقي