منذُ خمسين عاماً
لأولِ مرَّه
أُحدِّقُ في مقلَتينْ
وفي شفتَينْ
حالَ رفعِ فمي عنهما
ياه
أيُّ نهرَينِ للرّيحِ مُستَسلمَينْ
أيُّ مرجانتَينْ
ما تزالانِ راجفتَينْ
بينما وجهُها كشحوبِ ملاكْ
وهي مُلقيةٌ ثقلَ نشوتِها
للجدارِ بدونِ حراك
غيمةٌ في اليَدَينْ
غيمةٌ تتهادى على الكتفينْ
وبي خَدَرٌ
حين أمسكتُ راحتَها
أمطرَت
فجرى الماءُ في الراحتينْ
وأطبقتُ ثانيةً شفتيَّ على شفَتيها
وصدري على صدرها
ويَداي
يدٌ ذُبِحَتْ في يديها
ويدٌ ضَغَطتْ رأسَها لفمي
كان ضغطُ دمي
يبلغُ الآن حَدَّ الدُّوارْ
وأحسَّتْ به
فاستردَّتْ أنوثَتَها للجدارْ
واحتمَتْ
واحتمَيتْ
كنتُ لحظتَها
بين حيٍّ ومَيتْ