يـتـيـمٌ تقـاضـاهُ الهـمـومُ حـيـــــــاتَهُ
وتُظـمـيـه مـن طـيبِ الـحـيـاة خُطــــــوبُ
ومـا الـيُتْم إلا غربةٌ ومهــــــــــــانةٌ
وأيُّ قـريبٍ للـيـتـيـم قــــــــــــــريب
يـمـرّ بـه الغِلـمـــــــــان مَثْنَى ومَوْحدًا
وكلُّ أمـرئٍ يلقى الـيـتـيــــــــــم غريب
يرى كلَّ أمٍّ بـابنهـــــــــــــــا مستعِزَّةً
وهـيـهـاتَ أن يحنـو عـلـيـه حـبـــــــيب
يُسـائله الغلـمـانُ عــــــــــن شأن أهلِهِ
فـيحـزنه أن لا يجـيبَ مُجــــــــــــــيب
إذا جـاءه عـيـدٌ مـن الـحَوْل عــــــــادَهُ
مـن الـوَجْد دمعٌ هـاطلٌ ووَجـــــــــــــيب
كأن سـرورَ النـاس بـالعـيـد قســــــــوةٌ
عـلـيـه تـريـق الـدمعَ وهْو صـبــــــــيب
يظل حسـودًا للـذيـن أظلَّهـــــــــــــــم
مـن العـيش، فـيـنـانُ النعـيـم رطـــــيب
ومـا عـلـم الغِلّ الفتى كـمـصـــــــــيبةٍ
دَهَتْه فلـم يعطف عـلـيـــــــــــــه ضريب
فـيـا ويلَه قـد مزَّق الغِلُّ قـلــــــــــبَه
وأُنشِبَ فـيـه للشقـاء نُيـــــــــــــــوب
عزاءَك لا يلـمم بك الضـيـمُ إننـــــــــا
يـتـامـى ولكـنَّ الشقـــــــــــــاءَ ضُروب
فهـذا يـتـيـمٌ ثـاكلٌ صـفـوَ عـــــــــيشه
وذاك مـن الصحـب الكرام سلــــــــــــيب
وكلُّ امـرئٍ فـي النـاس بـاكٍ وضــــــــاحكٌ
وكلٌّ يـتـيـمٍ للـيـتـيـم نســــــــــــيب
فإن شئتَ فـاعـددْ مـن رُزئتَ أمـانـــــــيًا
وإنك مـنهـا مـا حَيـيـتَ سلــــــــــــيب
ومـا الرزء إلا فقـدُ مـن لـــــــو حُرمته
حَيـيـتَ ولـم يعـنفْ عـلـيك وجــــــــــيب
ألا إن بـيـن النـاس قُربى ولـــــــو طغَى
جفـاءٌ وأودت بـالـحنـان شَعــــــــــــوب
فإن جهلـوا أن القـلــــــــــــوبَ أواصرٌ
فـمـا جَهلـوا أن القـلـوبَ قـلـــــــــوب