أيها الليل .. ليتني كنت نجما
عائما في مياهك الزرقاء
أقطع الظلمة الأتية لهفان
إلي مخدع الحبيب النائي
ثم أضفي عليه مني خيوطا
تحتويه في ضمة رعنـاء
لأروي بقبلة منه نفسي
تطلق الروح من أسى وعناء
وأحلي بسحر عينيه ذاتي
ثم أزهى على نجوم السماء
غير أني يا حسرتا آدمي
قيدتني أرضيتي في بنائي
أيها الليل ليتني كنت عصفورا
طليقا مع السنى والهواء
كنت نقرت فوق نافذة المحبوب
أدعوه لاستماع غنائي
ليغني معي .. ويحكم قيدي
بين كفيه راضيا بشقائي
غير أني يا حسرتا آدمي
قيدتني أرضيتي في بنائي
أيها الليل ليت أني نسيم
سابح في حديقة زهراء
أجمع العطر من ثغور الأقاحي
والرياحين في مدى أحنائي
ثم أمضي إلي حبيبي عليلا
أسكر البدر مهجتي بالضياء
أحمل الطيب في فؤادي إليه
وأفري حياله أحشائي
لأكون الأنفاس في رئتيه
ولأحظى في صدره بفنائي
غير أني يا حسرتا آدمي
قيدتني أرضيتي في بنائي