أنا من جنين
اسمي أمين
في البارحه
عبرت وحوشٌ كالحة
ذاتَ الشمالِ مع اليمين قتلت أبي في لحظةٍ
سحقت زهور الياسمين
لم تُبقِ سقفاً قائما
لم تبقِ زيتونا وتين
في كلّ زاويةٍ دمٌ
حتى الأنينُ لهُ أنين
فحبوتُ أسعى جاهدا
ما بينَ أشلاءٍ وطين
كي ألقى أمي ربما
غابت تُعدّ لنا العجين
إني إفتقدت حليبها
وحنوّها في كل حين
وظللتُ أحبو حائرا
حتى وصلتُ المقبره
فإذا بأمي جثّةً
فوقَ الترابِ مبعثره
الرأسُ كانَ مهشّماً
والصدرُ منها لم أرَه
لكن سمعتُ دعاءها
في كفّها والحنجرة
حاولتُ أجمعها معاً
بعظامها المتكسرة
أقبلتُ أرضعُ ثديها
فأتت عليّ مجنزره
خلطت بعظمي عظمها
فإذا هنالكَ قُبّره
صرخت بأعلى صوتها
هي . . مجزره . . هي مجزره
من تحتِ أكوام
الركام
يأتي الصدى
رجع الردى
الصمتُ ينطقُ بالكلام
يا فرحتي في العالمين
قاومتُ أبقيتُ الجبين
كل النساءِ حملن بي
ليلدنَ مثلي بعد حين
فالريحُ تنثُرني ندى
والأرضُ تنبتُني يقين
والدهرُ يجعلني المدى
فغداً أقومُ من الثرى
متطيباً ومُطهرّا
فإذا الورى . . كل الورى
صوتاً يردد . . هل تَرى ؟؟
حملت جِنين . . حملت جِنين
في لحظةِ الموتِ جَنين
هو . . أنتَ . . أنتم . . والمدد
يأتي الولد
مستنسخا من غيرِ عدّ
يمضي . . يُكبّرُ يا صمد
أحدُ . . أحد
أحدُ . . أحد
من بعدِ جزرٍ يأتي مدّ
ليكون . . رد
فإذا جنين
باقاتُ ورد
سلاتُ تين
عسلٌ وشهد
حبٌ ودين