لنا جدٌ يُسلينا
يضيءُ لنا ليالينا
يُسامِرُنا على شايٍ
ويُرشدُنا ويهدينا
ويُطعِمُنا تجاربَهُ
وبالأمثال يَسقينا
فنضحَكُ من طرائفِهِ
وأحياناً يُبَكّينا
يقول الدهرُ دولابٌ
يُباعِدُنا ويُدنينا
لنا جدٌ يُسلينا
يُحَدّثُنا عن السلطانْ
وعمّا كانَ منذٌ زمانْ
عن البابا
علي بابا
وكيفَ تحرّرتْ طابا
وكيفَ هوى بنو عثمان
وقد كانوا سلاطينا
لنا جدٌ .. يُسلينا
ويحكي قصةَ الجِفلِك
وأيامَ السفرْ برلك
عن الحبّهْ
نمتْ في جوفِها قبّه
وصارِ الشيخُ بالجِبّهْ
أسيرَ النفطِ و البشلكْ
يبيعُ الوعظَ والدينا
لنا جدٌ يُسلينا
يحدّثُنا عن الشاطرْ
وعن عامِرْ
وعن _ ورده _ وبرلنتي
وبرجِ الحظِّ والبختِ
وكيفِ تدورُ معركةٌ
من اليختِ
إلى اليختِ
وبالألوانِ والصوتِ
على المذياعِ والشاشه
بفضلِ مهارةِ الباشا
أضعنا القدسَ مع سينا
لنا جدٌ ... يُسلينا
ويروي قصّةَ - الفوله
- وعفّوله
وكيف السوسُ ينخُرُها
ويحملُها إلى الغوله
فتأكلُهُ ويأكلُها
وتقتلُهُ ويقتُلُها
ونمشي في جنازتها
على الأكتافِ محموله
وبعدَ الدفنِ نرثيهم ونرثيها
ونمطرُها تعازينا
لنا جدٌّ ... يُسلينا
وقبل النومِ كي يرتاحْ
نجيءُ إليهِ بالمصباحْ
نهدهدُهُ بحدوته
لها لحنٌ لها نوته
فنسردُ قصةِالعملاقْ
فقد سجنوهُ في المزّه
وفي غزّه
وقربَ النيلِ في بولاقْ
فلم ييأسْ على الإطلاقْ
أهالوا فوقهُ التربه
لكي لا يخرجَ البتّه
وسدّوا باللظى دربَه
وظلَّ يجيئهُم بغته
يقاتلُهم على شجره
على ثمره
على الزيتونِ والدراقْ
أحاطوهُ من البرِّ
من البحرِ
طوالَ العامِ والشهرِ
فظلَّ يجيئهُم خلسه
ليعقِدَ في الحمى عرسهْ
على مرمى من البيدرْ
وقربَ الشيحِ والزعترْ
وحولَ اللوزِ والتينه
لنا جدٌّ يسلينا
ينيرُ لنا ليالينا
ويغفو الجدُّ في راحه
ليسكنَ جوفَ تفّاحه
على الألحانِ والنوته
ويُعطينا
عَباءتَهُ
وسبحتَهُ
و نبّوتَهْ
ويوصي الأهلَ بالزيتونِ والتوتهْ
ونكتبُ في أغانينا
لنا جدٌّ يُسلينا