عبد الوهاب البياتي

1926–1999 / بغداد

مذكرات رجل مجهول - Poem by عبد

8 نيسان
أنا عامل, ادعى سعيد
من الجنوب
أبواي ماتا في طريقهما إلى قبر الحسين
و كان عمري آنذاك
سنتين - ما أقسى الحياة
و أبشع الليل الطويل
و الموت في الريف العراقي الحزين
و كان جدي لا يزال
كالكوكب الخاوي, على قيد الحياة
13مارس
أعرفت معنى أن تكون ؟
متسولا, عريان, في أرجاء عالمنا الكبير
و ذقت طعم اليتم مثلى و ضياع ؟
أعرف معنى أن تكون ؟
لصاً تطارده الظلام
و الخوف عبر مقابر الريف الحزين
16 حزيران
إني لأخجل أن أعري, هكذا بؤسي, أمام الآخرين
و أن أرى متسولاً, عريان, في أرجاء عالمنا الكبير
و أن أمرغ ذكرياتي في التراب
فنحن, يا مولاي, قوم طيبون
بسطاء, يمنعنا الحياء من الوقوف
أبداً على أبواب قصرك, جائعين
13 تموز
و مات جدي, كالغراب, مع الخريف
كالجرذ, كالصرصور, مات مع الخريف
فدفنته في ظل نخلتنا و باركت الحياة
فنحن, يا مولاي, نحن الكادحين
ننسى, كما تنسى, بأنك دودة في حقل عالمنا الكبير
25 آب
و هجرت قريتنا, و أمي الأرض تحلم بالربيع
و مدافع الحرب الأخير, لم تزل تعوي, هناك
ككلاب صيدك لم تزل مولاي تعوي في الصقيع
و كان عمري آنذاك
عشرين عام
و مدافع الحرب الأخير لم تزل.. عشرين عام
مولاي...! تعوي في الصقيع
29 أيلول
ما زلت خادمك المطيع
لكنه علم الكتاب
و ما يثير برأس أمثالي من الهوس الغريب
و يقظة العملاق في جسدي الكئيب
و شعوري الطاغي, بأني في يديك ذبابة تدمى
و أنك عنكبوت
و عصرنا الذهبي, عصر الكادحين
عصر المصانع و الحقول
ما زال يغريني, بقتلك أيها القرد الخليع
30 تشرين 1
مولاي! أمثالي من البسطاء لا يتمردون
لأنهم لا يعلمون
بأن أمثالي لهم حق الحياة
و حق تقرير المصير
و إن في أطراف كوكبنا الحزين
تسيل أنهار الدماء
من اجل إنسان, الغد الآتي, السعيد
من اجلنا, مولاي انهار الدماء
تسيل من أطراف كوكبنا الحزين
19 تشرين 2
الليل في بغداد, و الدم و الظلال
أبدا, تطاردني كأني لا أزال
ظمآن عبر مقابر الريف البعيد و كان إنسان الغد الآتي السعيد
إنسان عالمنا الجديد
مولاي! يولد في المصانع و الحقول
208 Total read