السيد البرميل
قفاه بطنه وبطنه قفاه ذرب اللسان
يحفظ شعر المتنبي، ويقول الشعر أحيانا بلا أوزان
لكنه يخطئ في الإملاء والإعراب
يلقط في عيونه الحروف والخطوط والأرقام
يحصي نقود العابرين وهي في جيوبهم تنقص أو تزداد
يعيد ما يقول أو قاله الإمام
في خطبة الجمعة أو في مأتم يقام
يتقن فن الكذب والتزوير في الأحكام
يركب كل موجة، لكنه يسقط قبل شاطئ الأمان
له قرون التيس والخرتيت
وضحكة الخنيث
لسانه حبل غسيل في الضحى وفي الدجى منشار
تنشر فيه جثث الأموات
وقطع الحديد والأحجار
وخرقة تمسح فيها كلمات الله
رأيته في مدن الشرق وفي أسواقها يبصق في عيونه الحدّاد
وبائع الخضار والعطار
وهو على الرصيف في مذلة القواد
ممدّدٌ يتبع في عيونه وقع خطى الأصوات والشفاه
ويقرأ المكتوب في دفاتر الأطفال
ومزق الجرائد الصفراء
وكتب الأسفار
ويتبع الطيور للمنفى ويبني حولها أسوار
وينصبُ الشِّراك
لعاشق النور الذي تأكله النسور فوق السور
وهو على صليبه مرتحل وكائن موجود
ورافض مرفوض
والسيد البرميل
يظهر في كل زمان ومكان شاهدا، مزورا قواد
في حرم الطغاة
وفي طوابير اللصوص وصفوف مخبري السلطان
يسرق أسلاب الضحايا ساعة الإعدام
يتلو على الجلاد والضحية الآيات
وعبر التاريخ والعظات
وينتهي كما انتهى اللصوص والشطار
عبدا إلى أسياده وخادما للبيع والإيجار