عبد اللطيف عقل

1943-1998 / نابلس / فلسطين

رسالة إلى صديق حميم - Poem by عبد ا

انا ابكي على ايام قريتنا التي رحلت وابتهل
ازقتُها المقوسةُ ُ العقود وصبحها الخَضل
ومغربها الذي برجوع قطعان الرعاة اليه يبتهل
وفوق سقوفها البيضاء نفّض ريشَهُ الحَجَلُ
وكيف يجيؤها المطر
فتورق في شفاه الحقل
اغنية ٌ وتزدهر
فتجتمع العذارىوالزهور
الطير
والابقار
والاغنام
في عرس المساء بها وتحتفل
أحنّ ُ الى طفولتنا
فسحرُ روائها ثمل
تقادم عهدها فكأنّ َ يمحو رسمَها الملل
كأنا ما رسمنا الريحَ
تسرق خضرة الزيتون
في الوادي الذي قد ضمه الجبل
كأنا ما لصصنا التينَ
من مسطاح أُم ّ خليل
ما قاسمتك َ اللسعات
من نحل بقوار تدفق حوله العسل
وانك مثلما عودتني
قد عدت تؤذيني وأحتمل
تُعيّرُني بأني قابع ٌ في القدس
لا حبي سينقذني ولا جرحي سيندمل
تقول بأنني سأموت
في بط ء خرافي
وسوف اموت
لا وطن ٌ ولا مال ٌ ولا مثل
نسيت َ بأنني البطءُ الذي في بطئه يصل
وقنديل
على علات نفط خليجكم سأظلُ اشتعل
انا جذرٌ يُرنّقُ عُمقَ هذي الأرض
مُذ كانت
ومنذُ تكون الأزلُ
وكون لحمها لحمي
وتحت ظلال زيتون الجليل أهمَّني الغزل
وأحفظ ُ في شراييني الأحاديث التي باحت بها القُبَلُ
وأحمل ُ في خلايايَ الذين بحبهم قُتلوا
ومن بترابهم ودمائهم جُبلوا
من اعتقلوا
ومن صلبوا فما تابوا
ولا عن عدلهم عَدَلوا
ومن عُزلوا
فما ملّوا عذابَ سجونهم
ابداً بل إن ّ َ غرامهم مَلَلُ
ومن وصلوا
ضمير ذواتهم عشقاً
ولم يَصلوا
وأحفظ في شراييني الذين عيونهم امل
سلاحهم ُ الحجارة
والدفاتر
والحب الذي في سرهم حملوا
فلسطينية ٌ احزانهم في الدرس
ان ردّوا وان سَألوا.
وحبّ ُ الأرض انجيلٌ
وقرآنٌ اذا ما هَمَّهُم جدل
قرأتُكَ فانفعلتُ
وانني كالشعر أنفعل
سطوركَ
في رسالتك َ الأثيرة
لفها الخجل
تراودني الحروف ُ ذليلة
وتذلني الجمل
تُزيّن لي الرحيل
كأنّ لا يكفيك من رحلوا
وتغريني باني ان اتيت ُ اليك
مثل َ البدر أكتمل
فشكراً يا صديق طفولتي
اختلفت بنا السبل
أنا نبض التراب دمي
فكيف اخون نبض دمي وأرتحل ُ ؟
267 Total read