يا توأم الروح و نور البصر
ضاقت مني الروح بهذا السفر
وغشت الوحدة عيني فما
يؤنس عيني كل هذا البشر
سوى محياك دجى حالك
فأين منه لمحة للنظر
تسعد أيامي وليلي كما
يسعد بالأنجم نضو السهر
وتذهب الوحشة عن خاطر
كم غالب الشوق وكم ذا صبر
يهواك إن غبت وإن حاضرا
يهواك في الوحدة أو في السمر
وما له إن غبت من سامر
سوى صدى أيامنا و الذكر
وما أمر الدهر إن مر بي
من غير أن يملا فراغ العمر
أي طيوب ليس يوحى بها
إلا محيا في شباب الزهر
يا موحش النفس وفي النفس من
هواه أشتات المنى والفكر
لا أوحش الله خيالي من الـحب
لا تلك الليالي الأخر
حيث صباك البرعم الغض في
أوراقه يشتاقه من عبر
يوحي إلى الدنيا أهازيجه
مبتدعا في كل قلب وتر
فيصدح الكون بأوصافه
كم صور الله و كم ذا ابتكر