يا أبا النوّاس
مات الشعر والكأسُ انكسر
لم يعد في العصر للضمئآن ماء
لم يعد في ليلنا الوحش سمر
والسماء
ما عاد شيء في السماء
يُلهمُ الشعر قلوب الشعراء
أجدب الغيمُ
على افاقنا جف المطر
في فيتنام جثث
في بلادي جتث تمشي على هام جثث
في عيون الناس في الشرق وفي الغرب جثث
حدثُ يأكل أنباء حدث
سقط الحرف غريقا في الدماء
أصبح الشعر بكاء
لم يعد ليل المغنين هُياما
وندامى
ان شربنا فدموعا مالحات في الجماجم
أو رقصنا فعلى أشلاء مقتول
على آهات واجم
نُقلُنا أكباد أطفال الصغار
شُنقوا جوعا -وأحيانا- عيون
نحرق الأحزان في النار
فتخضّر الشجون
كم على الحائط .. في البار
تلاقى ميتون
وظنون أمسكت رأس ظنون
حاننا بيت الجنون
يا أبا النواس غلمان المدينة
كل غلمان المدينة
رحلوا عنها إلى إحدى المواقع
ثم ماتوا قبل أن تهمس بالسر المدافع
فبكيناهم ولكن
في سكينه
والعذارى فقدت في زمن الجوع البكاره
فقد الفجر الطهاره
غرقت حتى ' جنان '
خلف أوكار الدعارة
فانطوى الشعر وهان
غربت شمس العباره
والذي يحكم بغداد ، ويحتل مقاصير الرشيد
رأسه لا تهضم الشعر وأذناه جليد
كلما أورقت الأشعار
سالت من مزاريب القصيد
ثار مجنونا .. وألقى تحت أقدام العبيد
برؤوس الشعراء
سقط الحرف غريقا في الدماء
أصبح الشعر بكاء