هابيل
كم عام مر وأنت قتيل
مطروح في الطرقات
تبحث عن حفار قبور بين الأموات
قابيل الآثم حين رآك
مقتولا فر إلى البحر
ابتلعته الأسماك
وبقيت بلا قبر- وحدك- يبكي الجسد العريان
خجلا
وتمر حواليه الغربان
علّ بقايا إنسان
يشهد رحلتها اليومية
كيف توارى في حزن موتاها
في رعبٍ قتلاها
لكن العام يمر
تتعاقب حول الجثة أعوام
والجسد العاري الحر
مطروح في الطرقات
تسطو الديدان على عينيه
تثني سوأته الريح
تنزو حشرات الليل عليه
وتسير على الوجه الظلمات
لو كنت القاتل ياهابيل
ما كنت بلا قبرٍ
كان البحر أو النيل
قبرا يخفي وجهك من ضوء الشمس
عن حزن الأمس
فتحسس خنجرك المسموم
أغمده بلا خوف
أفتح قلب أخيك المحموم
إني أدعوك لكي تبقى أنت القاتل
أنت الضارب وجه الباطل
هابيل
أقتل
أقتل أياك تقول
أنا المقتول
أنا المقتول