لا تنتظرن
قد يطول الليل قبل ان يعود من رحلته النائية الشهيد
جف الغناء في الذرى
وضاع عند السفح
رجع البوق والنشيد
فامسحن دمعة تحدرت على تمائم الأطفال
وأبصقن في وجوه .. في عمائم الرجال
الواقفين في انتظار عودة الشهيد
ليغسل الديار من أحزانها
لكي يموت من جديد
لا تنتظرن
سوف تمتلى الطريق بالأشباح
سيأكل الظلام الزرع ، يمضغ الأرواح
سيختفي تمساح
ويستوي على ظهورنا تمساح
حتى يعود من رحلته الشهيد قادما مع الصباح
'بلقيس' في سحابة الحزن تمر بالسفوح بالجبال
بحثا عن الأبطال
أشلاؤهم لما تزل مهجورة يغفو عليها ينحني الرماد
وحين يلقى رأسه الشهيد
حين تعود كفه إلى الزناد
ستصرخ الجبال : عاد
وتصرخ السهول : عاد
لا تنتظرن
ربما من الظلام
وربما حين يعربد النهار في الظهيرة
سيمتطي جواده محلقا
ويعلن البداية .. المسيرة
سيصعق الطغاة يومها
ويسقطون في الخنادق الأخيرة
ويومها تمسح عينيها
وتصحو من سباتها القيم شمسنا الأسيرة
لا تنتظرن
كم تهز الصخر والجدار
على الطريق .. نظرة انكسار
وتسحق الرؤوس همسة استفسار
ودمعة انتظار