عباس بيضونالتماثيل سيتعبون من عدها
سيضجرون من رؤية الدبابات تلتقمها
ومن جر جثثها في الشوارع
سيكون هناك ما يكفي من العمالقة
وسيزهق الأطفال من تعذيبها
سيكون هناك
حتى الغثيان
دائماً صدام آخر
أو جثة تشبهه
إذا حطمت الشخص نفسه مئة مرة
سيكون هذا ثرثرة زائدة
أو نوعاً غريباً من العبادة
سيغدو العنف أكثر من الكذب
سيكون رخيصاً كالمرض
وسيتحول الغضب ماءً في الشوارع
إذا حطمت الشخص نفسه مئة مرة
فستتبعه
سيقودك عن طريق المقابر إلى وكره
سيقول إنهم خطفوا دجلة والفرات الى دهليزه
سيقول ان أغنيته لا تزال تفعل
ان الجريمة تنعق يوماً ثم تسكت
ان القتلة الكبار
متنكرون كبار أيضاً
إذا حطمت الشخص نفسه مئة مرة
ستتكرران معاً
سيقول إن القسوة لا تحتاج
إلا الى كرسي
ان المأساة مجرد تاج
السم لا يحتاج إلى حياة ليقتل
يحتاج فقط إلى آلة
حبل المشنوق هو أيضاً قوة
ولن يحتاج إلى حياة ليحكم
الصورة المطرودة
ستغدو فوق الرفوف
إلهاً منزلياً
المطرود سيغدو سيداً
أو خادماً في الجيب
إنها لحظة ليس فيها تاريخ
وسنجد دائماً
شيئاً ضخماً
لنعبده
ولا يقال هذا الرعب ثانية
لا تكفي عظمة وحيدة
لرواية المجزرة
ملاح الموتى يقودهم بعيداً
عن شطآن الأبدية
ولن يستيقظوا في أي حكاية
سيعومون في مستنقعاتهم الضحلة
سينقطع السر
ومعه
أنهار كبيرة في المخيلة
إنها لحظة ليس فيها تاريخ
وسنجد دائماً
شيئاً ضخماً
لنعبده
دجلة
المدن تربي الأنهار لكن البحار تصنع المدن
الأنهار تفكر ولا تتحرك، ننساها ونقول إنها حقيقية أكثر على الخارطة
إذا كنا نحمل العالم في راحة يدنا فإن علينا ان نقطع خط الحياة
هنا أو نزيد عقدة على خط الألم
إذا كان الجسد صندوق العالم
فإننا لا نعرف ماذا يحصل مع جرح ساه
أو يختفي مع برقة ظهر مفاجئة
.. لا نسمع سوى تحريك الكراسي لعملية تبديل ضرورية في الذاكرة
مع ذلك نرى أحياناً في الكف عرقاً صامتاً بلا معنى
ولا نفهم لماذا النهر الذي غذانا دائماً يبدو محترقاً على الخارطة