عباس بيضون

1945 / لبنان / صور

المقص - Po

يمر خائفاً على الجسر الذي يحمل اسمه
ويقول ان من العبث أن يمشي خائفاً على جسره
من العبث أن يهرب على قدميه في المدينة التي تحمل اسمه
لكن العبث في النهاية هو ان الجميع لم يرجعوا من الصيد
السائق يعرض قهوته.. بائع السعادة بأي ثمن
العمياء في الكوخ تعرض أقداراً بأنصاف الدنانير لكنه لن يقف في الصف ليشتري حظاً ليوم واحد
لن يحتقر صورته على قطعة المعدن
إذ لم يعرف احد إذا كانت هذه أمرا بالموت أم ورقة مالية تهرأت من الاستعمال
إذ يمكن ان تجد الرسالة القاتلة عند الخبّاز أو يكون الرغيف قفازاً للجريمة
في النهاية ينبغي ان تزيل آثار العنف عن الصحيفة قبل ان تقرأ
أن تمسح آثار تعذيب عن الطاولة قبل أن تقوم
إذا لم تقرأ اسمك في صفحة الموتى فقد تجد فقط إنذاراً
قد يكون أمرا بالعودة وعليك ان تجتاز الليل بالمقلوب
لتشفى بسرعة عليك ان تجتاز الحياة بالعكس
ان تمر بسرعة ومراراً على ظهر القطار العائد من الإعدام
عليك ان تُضحك الموت ولن تعود بثمن أقل
ان تتصرف كفزاعة وتطارد الموتى على رجل واحدة
أو كمومياء مستيقظة في تابوت زجاجي
عليك ان تضحك الموت
ان ترن كالصنج من العبث والقسوة
ان تقتل الألم فذلك يحتاج الى سخرية كثيرة
الى لسان مشقوق بالحكمة
ان تقتل الألم، أن تحشو أضلاعك بمنشفة
ان تعيش كفأل صغير من الصباح الى المساء
ان تتسلم حباتك أنصافاً وقروشاً وبالبطاقة
الرعب قد يكون في برتقالة
ان كنت حكيماً فاقطعها بحذر
قد تجد رأسك مشطوراً
اسمع قلبك بحذر أيضا
قد يكون إنذاراً كاذباً
أو أمرا بالعودة
لا يَطلب من الصمت أن يكون جريمة لكنه يخنق رجلا وحيدا في زنزانة لكي لا يسمع مجددا صوت غريزته لابتلاعه
المنجل بالتأكيد ناسكه الأثير
المقص يقطع وهو صائم
يكسر طعم الغثيان برقاقات الأرق وتظل رائحة اللحم الرطب تصعد من بئر الحياة المفتوح
عليه أن يردم، ومهما فعل، الحياة كما تعلم مستنقع كبير
يكسر الغثيان برقاقات الأرق لكنه لن يكون مسيطرا كلسان المنجل
ما داموا حوله ولم يتم ترحيلهم في حفر واسعة
الغثيان ممزوجا بالشاي والتبغ الكوبي هو أيضا طعم الأحشاء والأفكار الليلية
وهو يقول أخرجوا كل هذا القرف من منزلي
العالم مليء بالقمامة والحقائب
إني أفضل كلابي
يبيضون ويتركون قذارتهم في كل مكان
الخيانة تخرج من الأحشاء وشقوق الرأس
علي أن أردم ومهما فعلت، الحياة مستنقع كبير
الأعداء لا يموتون. للكراهية وقت.إنها نظيفة وبلا رائحة لكنها تبدل دائما مواعيدها
القدر يتنكر باستمرار
إنه يفضل أن يلعب
الجريمة تهريج على الحياة
والرعب مضحك بمجرد أن يغير عينيه
يمكن حمل البشر في قدور كبيرة أو تسميمهم بألغاز مبهجة
الغثيان ممزوجا بالليمون والأرق والعالم لا يتوقف عن الشخير والغناء في الأسفل
ولن يكون مسيطرا ما داموا حوله ولم يتم ترحيلهم في حفر واسعة
يقول إنك لا تخيف بدون أن تعتذر من أسلحتك وبدون أن تجدد العهد مع النظافة والصمت
بدون أن تداوي العالم ذا الرأس الغبية
وترسل سمكة ميتة الى الحياة المكروهة
بانوراما المشانق لن تظل باهرة فحين تقتل الألم تقتل المخيلة
القدر يتنكر باستمرار. يلعب باستمرار لكنه لا يستطيع أن يضيف شيئا لكلمة قتل
لا صورة واحدة للكراهية
ولا تمثالا واحدا للطاغية
القدر نفسه لا يجد صورة سوى أن يظهر نفسه مستعدا ليخسر أو ليراهن على أمر أقل حتمية
في الواقع لا ندري متى يحضر المتسول أو الذي لم يولد لأمه من رواية مسروقة
الموت ليس صادقا بما يكفي لكنه لن يضحك أيضا من ميكانيكا الرعب
ورؤية الطبيب البدين مطاردا الأرواح على رجل واحدة
ستكون الحياة بعيدة جدا حين نقتلها ولن نسمع روحا تبكي
لن تجد ذاكرة لذلك
سيحصل الذي لا اسم له ولن يكون شبحا
لن يغدو المنجل إلهاً بالطبع لكن الجريمة لا تحتاج بعد الى سيد
لن يكون أحد هنا ليفكر، الطاغية هو فكرته فقط
ليس سوى اليد التي أكلت السلطة
العين التي أكلت الرعب
سوى حلمه بأن يجر العالم في سلسلة مفاتيحه ويوحّد القدر
مع ساعة الحائط
141 Total read