وراء طاولةِ النرد
قدماكَ تلتحمانِ برطوبة العشب
لم نكن نعرفُ أنك تحثُّ الخُطى
نحو تكوّرِ الجنين
لم نكن نعرفُ أنكَ
تنجزُ ما تبقَّى من الدائرة
في فراغٍ يشُعُّ برمادِ النجوم
الماءُ وقشرةُ الليل
يقفان منذ الفجرِ لحراستِك
أزحتَ نظرتكَ الأرضيةَ جانباً
لترصُدَ رغوةَ كوكبٍ يكتمل
ووردةُ الشوك تتوّجً حجابَك الحاجز
لم نعرفُ إن تساءلت
لماذا أبقى؟
لماذا لا أبقى؟
فقط
كنتَ
تنجزُ
ما تبقّى
من الدائرة
لن تخالجَك بعد الآنِ دهشةُ المروج
التي تقتحمُها الذئاب
ولا رعشةُ الغزلانِ الجريحة
لن تعتريكَ بعد الآن رعدةُ الأسئلة
ولا غصةُ الإجابات
هاأنتَ ذا تكتملُ
كجنينٍ في الرّحم
تغادرُ طاولةَ النّرد
تخرجُ منا
لترضعَ لبنَ المجرّات
يحتاجُكَ الكون
هنالكَ
ستكونُ
أكثرَ
أمناً